الشيخ محمد محمد المدني

ولد هذا الشيخ النابه النابغة الطلَعة المحب لمدرسة التجديد والإصلاح في قرية سنبادة في محافظة البحيرة سنة ١٩٠٧.

وقد ظهرت عليه منذ صغره مخايل الذكاء، فقد حفظ القرآن الكريم ولما يجاوز الثانية عشرة من عمره، والتحق بمعهد الأسكندرية الازهري وحصل على الشهادة الثانوية منه سنة ١٩٢٧،وحصل على الشهادة العالمية من الازهر بعد أقل من سنة، وهو ما لم يتحقق لغيره. 

وفي سنة ١٩٣٠ حصل على العالمية في البلاغة والأدب ، وكانت رسالته عن (الغزل والغزلون).

وفي سنة ١٩٣٦ رقي مدرساً بكلية الشريعة.

وفي سنة ١٩٤٨ قدم الشيخ رسالته (القصص القرآني الهادف في سورة الكهف) لنيل عضوية جماعة كبار العلماء، فلم ينلها بسبب قصور سنه عن الخامسة والاربعين.

وفي هذه السنة أيضاً عين رئيساً لتحرير مجلة رسالة الاسلام التابعة لمجمع التقريب بين المذاهب.

وقد أعير للتدريس في بعض الجامعات خارج البلاد، في العراق والكويت.

وما في موقع الويكيبديا من أنه سافر الى الهند وغيرها لطلب العلم، وأنه صاحب حامد الفقي! فتخليط وتخبيط،فذاك آخر تشابه اسمه مع اسم الشيخ ، وهذا يؤكد على ضرورة التحوط عند الرجوع إلى ذاك الموقع.

ترك الشيخ آثاراً كثيرة منها: (وسطية الإسلام) و(دعائم للاستقرار في التشريع القرآني) و(رجة البعث في كلية الشريعة) و(مناهج التفكير في الشريعة الإسلامية)و(المجتمع الإسلامي كما تنظمه سورة النساء) و(نظرات في فقه عمر رضي الله عنه) دافع فيه عن اجتهادات عمر ورد اعتراضات الشيعة عليها،وهذا برهان ان دعوته للتقارب مع الشيعة لا تعني التفريط في مبادئ اهل السنة، وانما هي دعوة للتعايش والتعاون في المشتركات. 

وقد ترك ثروة من المقالات في مجلة الأزهر والرسالة والفتح ورسالة الاسلام وغيرها، وقد جمعها الشيخ احمد مصطفى فضلية في كتب، مثل (النفس الإنسانية في ضوء الكتاب والسنة) و(تاريخ الفقه الإسلامي في مصر) و(قبسات من السنة والسيرة).

وكثير من آثار الشيخ متاح على موقعه العلمي الذي أنشأه ورثته أو محبوه على هذا الرابط. 

http://almadany.info/books1.php

ومن إنجازات الشيخ وآرائه:

الدعوة إلى التقارب مع الشيعة، وإدخال تدريس الفقه الجعفري إلى الأزهر والمقارنة بينه وبين سائر المذاهب.

وهو أول من أدخل الدراسة القانونية في الازهر للمقارنة بين القانون والفقه.

ومن آرائه الفقهية قوله بشرطية وجود مسوغ لتعدد الزوجات، كأن يكون في الرجال قلة، او مرض الزوجة وعقمها، فلا يكون التعدد لمجرد إرضاء الشهوة.

مات الشيخ رحمه الله اثناء تدريسه في جامعة الكويت بعد تعرضه لحادث سير سنة ١٩٦٨.