في رثاء الأخ الحبيب الدكتور خالد كندو رحمه الله تعالى 

قال تعالى: {الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}

نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عيناً لغيرك دمعها مدرار

من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للدموع تُعارُ ؟

تلك هي الدنيا ..

وهذه هي حياتنا ..

منع البقاء تقلب الشمس .. وطلوعها من حيث لا تمسي

وطلوعها بيضاء صافيةً .. وغروبها صفراء كالورس

تجري على كبد السماء كما ... يجري حمام الموت في النفس

اليوم أعلم ما يجيء به ... ومضى بفصل قضائه أمسِ

وهكذا رأيت خيال الظل أكبر عبرةٍ ... لمن كان في علم الحقيقة راقِ

شخوصٌ وأفكارٌ تمر وتنقضي ... سريعاً وأشكالاً بغير وفاقِ

تجيء وتمضي تارةً بعد تارةٍ ... وتفنى جميعاً والمهيمن باقِ

في رثاء الأخ الحبيب الدكتور خالد عبد الله كندو ، لا يسعني إلى أن أقول:

وداعًا أبا أسامة ... يا أخي الغالي

فقدناك فقدان الربيع وليتنا ... فديناك من دهمائنا بألوفِ

يا صاحب القلب الكبير وصاحب الوجه النضير

أغمضت عينك بعدما

كنت البصير

بظروف دنيانا هنالك .. والخبير

ما ذا أقول وأنت لي الخل الأثير

ماذا أقول وما أسطرعن خصالك تلكم اللاتي بها 

بظلام ليلي أستنير 

رحل الربيع عن التلال الخضر واشتد الهجير 

يا أيها الآتي إلى الدنيا سفير

يا حاملًا جرح الشآم على جناحٍ من عبير

يا راحلاًعنا بفقدك هاجت الأحزان في القلب الكسير

وتراكمت سحب الأسى فوقي وعارضها مطير

يا خالداً أنت الذي خلدت في سمع الزمان مآثراً 

بعظيمها أنت الجدير

يا صفحةً طويت بكتاب محنتنا

بها سجلت أحلى الذكريات

أحداثها وأنا بها أدرى بتلك المكرمات

أدرى بقلبك بالذي تمتاز فيه من الصفات

خلقٌ كما شاء الإله طوال أيام الحياة

نهجٌ عليه تسير وضاح السمات

وقرنت قولك بالعمل 

لا لبس فيه ولا زلل

كم ذا بذلت من الجهود بأرضنا 

من بعدما عزّ النصير

في شامنا حيث الدماء هناك شلال غزير 

حيث الجراح على الجراحِ

وهجمة الحشد الغفير

في لعبة الجمع المأمرك ذلك الجمع الخطير 

كم ذا دعوت إلى العطاء إلى الجهاد إلى النفير

و رفعت صوتك عاليًا 

صوتًا على الباغي يجلجل كالهدير

تحدو به متقدمًا

في مهمه الدرب العسير 

في ههناك وههنا 

و تبثه عِبر الأثير 

و مشيت لا تلوي على 

شيء من الدنيا حقير

ما أعظم الإنسان يعطي في زمان اليسر والزمن العسير

أملٌ يراود مقلتيك بأرضنا في شامنا

في أن ترى علمًا يرفرف فوقنا

بالنصر بسامًا نضير 

ويعطر المغنى جمالًا 

ينشر العطر الأثير

في أن تُحرَّر أرضنا 

من رجس طاغوتٍ زنيم

و يُحرَّر الأقصى الأسير

من كل محتل أثيم

آمال قلبك لم تزل 

وكما أرى أملًا كبير

في أمةٍ ثكلى لكم 

من أجل رفعة شأنها

ضحيت خالد بالقليل وبالكثير 

ظلمات عصرك عشتها قمرًا منير 

من أجلها سرت الحياة ميمما نحو السماء

أملاً بمولاك القدير

تسعى لها لا لا تملُّ من الضراعة والدعاء

آهٍ على زمنٍ مضى في ظله كنت الخليل

زمنٌ الوصال برغم ما نلقى رشفنا سلسبيل

كم ذا جلسنا يا أُخيَّ خلال غربتنا وكم

ذا قد سهرنا في ليالينا الطويلةُ 

أنت يا نعم السمير

واحسرتاه على فراقك 

أنت يا نعم المجاهد والأمير

واحسرتاه اليوم يلفحنا الهجير

واحسرتاه على غيابك والفراق

واحسرتاه وحسرة الصحب الرفاق

ماذا أقول ؟ أنا الحزين

رفقاً بقلب معذبٍ فالبعد شيءٌ لا يطاق

غادرت دنيانا وفي العطفين آمالٌ وآلامٌ بها 

ترجو إلهك جنةً 

قد كنت تعمل في الحياة لأجلها

و تغذ لله المسير

أكرم بعبد حلّ في فردوسها

يختال فيه بالدمَقس وبالحرير 

هي تلك ما قد كنت ترجو عند مولاك القدير

أمنيَّةً كانت لديك 

بسامةً في مقلتيك 

حلماً به تزهو ولأجل بهجته تطير

حيث الملائكةُ الكرامُ وصحبةُ الهادي البشير