الشيخ موسى الزيادي - عالم عامل
الشيخ موسى عبد الكريم الزيادي

 

ولادته ونشأته:

ولد في قرية الزيادية التابعة لناحية أخترين قضاء أعزاز في محافظة حلب عام 1918م.

نشأ الشيخ رحمه الله في قرية الزيادية، وبقي فيها حتى السنة العاشرة من عمره، ولما رأى والده فيه النباهة والذكاء دفعه إلى ابن أخيه الشيخ عيسى الزيادي (ت 1938م) الذي كان يدرس في مدرسة الخسروية، وكان والده فيه من الزاهدين، ولما توسم الشيخ عيسى الخير بابن عمه موسى وخاصة لما رأى من نباهته وذكائه أصر على أن يصطحبه إلى المدرسة الخسروية في حلب من أجل دراسة العلوم الشرعية فيها على أيدي أجلِّ علماء حلب ولم يتجاوز الشيخ آنذاك الخامسة عشرة من عمره

دراسته وشيوخه:

انتسب الشيخ رحمه الله تعالى إلى المدرسة الخسروية التي كان يديرها الشيخ: محمد راغب الطباخ، وتتلمذ عليه وعلى الشيخ محمد الجبريني، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ محمد نجيب خياطة وكل من كان في هذه الطبقة من علماء حلب الأفاضل، لكنه كان أكثر تأثراً بالشيخ عيسى البيانوني رحمه الله، وعن طريقه انتسب إلى الطريقة النقشبندية التي كان يحمل رايتها في زمنه الشيخ الفاضل محمد أبو النصر بن محمد سليم خلف الحمصي رحمه الله.

صلته بالشيخ أبي النصر:

توثقت صلة الشيخ موسى بشيخه أبي النصر فكان يلازمه كلما حل في حلب أو في أعمال حلب، بل كان الشيخ أبو النصر هو الذي يرسل في طلبه في كثير من الأحيان لما يرى من تقواه والتزامه بالطريق ولم يحدث أن شذ عن الطريق حتى بعد وفاة الشيخ أبي النصر بل كان ملتزماً مع نجله الشيخ عبد الباسط رحمه الله، وكان الشيخ رحمه الله كثيرا ما يذكر الشيخ آبا النصر في مجالسه ولا يمل الحديث عنه وعن فضله وكراماته.

صلاته بالعلماء:

كان الشيخ رحمه الله يحترم كل من يحترم الشيخ لكن حبه لشيخه ما كان يمنعه عن توقير واحترام بقية المشايخ والعلماء وأهل الفضل فكثيرا ما كان يزورهم ويتبرك بهم أمثال الشيخ يحيى الصباغ في دمشق والشيخ أحمد الحارون العسلي وله معه مواقف عديدة وأثناء زيارته دمشق كان يزور قبر الشيخ خالد النقشبندي الكردي، ويحلو له النوم في حضرته.

وكان رحمه الله يأنس كثيرا بعلماء دمشق مثل الشيخ أحمد كفتارو والملا رمضان البوطي، والشيخ عبد الله الداغستاني، والشيخ أبي اليسر عابدين رحمهم الله.

أعماله ونشاطه العلمي:

عمل بعد تخرجه في الخسروية إماما في جامع الحدادين في حي باب الحديد في حلب عام 1950،م وكذلك في المدرسة البادنجكية في باب النيرب ودرّس في الشعبانية الصفوف العليا في زمن فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله، وكان مدرسا متبرعا لا يتقاضى على تدريسه أجرا. كذلك عمل الشيخ مدرسا في مساجد مدينة السفيرة من عام 1961 حتى عام 1967، وكذلك في بلدة دير حافر خلال شهر رمضان في عدة أعوام.

عمل الشيخ خطيبا في جامع (حوكان) في حي باب النيرب من عام 1965 حتى عام 1997توقف الشيخ عن الخطابة فكان يخطب عوضا عنه ابنه الشيخ بدر لأن الشيخ لم يعد بإمكانه أن يصعد المنبر.

وكان له درس في الجامع الأموي الكبير في حلب كل يوم اثنين وخميس بعد صلاة الظهر مباشرة في الحجازية من عام 1970 إلى عام 2003م.

كان الشيخ فقيها شافعيا وكثيرا ما كان يرجع إليه الشيخ محمد بلال عثمان مفتي حلب في بعض المسائل الفقهية المعقدة.

و كانت لديه غرفة في جامع العثمانية، فكان الطلبة يفدون إليه ويقرؤون عليه ويستفتونه لاسيما في الفقه الشافعي.

أصدقاء الشيخ:

للشيخ صلة وثيقة بالشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله والشيخ أحمد بن الشيخ سعيد الإدلبي، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ عمر ملاحفجي، والشيخ محمد بشير حداد وولده الشيخ محمد عبد المحسن حداد، كما كانت له علاقة طيبة مع الشيخ محمد علي المسعود، وكذلك مع أنجاله الكرام والشيخ السيد المكي الكتاني وكلما ذهب للديار المقدسة يزور ابن أخي السيد مكي، الشيخ منتصر الكتاني.

ومن خلص أصدقائه وطلابه المحبين له أيضا: الدكتور خالد كراد، والدكتور نجدت سراج الدين والدكتور محمود مارديني.

حجه:

حج رحمه الله ست حجات أول حجة كانت له عام1949، وآخر حجة كانت عام 1998، واعتمر الشيخ كثيرا وآخر عمرة اعتمرها عام2003.

تلاميذ الشيخ:

كانت عند الشيخ غرفة في جامع العثمانية فكان يقصده الطلبة ويدرسهم علم التوحيد، ويدرسهم شرح جوهرة التوحيد للباجوري، وكتاب شرح ابن عقيل في علم العربية التي امتاز بها كذلك كان يقصده طلاب الجامعة للاستفادة منه.

ومن تلاميذه الذين لازموه كثيراً خالد زمار، وعبد الفتاح بركات، وعبد القادر حمصي، وعبد الرزاق أطرش.

وكان الشيخ شديد الولع بكتب الإمام النووي، فكان يقصد نوى لزيارة الإمام النووي وكثيرا ما كان يرجع إلى كتاب المجموع.

مرضه ووفاته:

أصيب الشيخ بضيق تنفُّسي شديد عام2004 أثناء زيارته للإمام النووي فنقل إلى مستشفى الهلال الأحمر في دمشق، وأجريت له فتحة في العنق ليتنفس منها على إثرها أصبح أسيراً للسرير إلى أن توفاه الله مساء يوم الاثنين العاشر من شوال 1428 الموافق24/10/2007 وصلي عليه في الجامع الأموي في حلب، وشيع إلى مقبرة الصالحين ليدفن فيها في اليوم الثاني من وفاته رحمه الله.

وللشيخ وصايا مكتوبة بعنوان: «وصايا موسى الزيادي» ربما تزيد على ثلاثين صفحة لم تفتح إلى الآن، لأن أولاده متحرجون من فتحها لأسباب خاصة.

أولاده:

له أربعة أولاد ذكور: عبد الكريم، وعبد الرحيم، ومحمد نزيه، والأستاذ بدر المتخرج من كلية الشريعة جامعة دمشق عام 1973ويعمل مدرسا في ثانوية المعري في حلب، وخلف ثلاث بنات حفظهم الله جميعا.

 

المشايخ الواقفون من يمين الناظر: علي الجيني، صالح الرفاعي، فوزي فيض الله، رشيد عساف، الشيخ فياض (من المسلمية).

المشايخ الجالسون من يمين الناظر : حسن مكتبي، عبدالفتاح أبو غدة ، حسن رزوق ، عبدالله خطيب (من كفرنبل)، محمد البكار، موسى الزيادي، رحم الله الجميع .
طلاب الدفعة السابعة عشرة :( 1362هـ - 1942م).