الموت أدركه وكان مهاجراً رثاء الشيخ خالد كندو

بين يدي وفاة الأخ الحبيب الدكتور خالد كندو، الذي وافته المنية مساء الأحد 26/2/1440 الموافق 4/ تشرين الثاني/2018...

عرفته منذ خمس وعشرين سنة، همته عالية، وعزيمته ماضية، لا يكاد المرء يراه في مكان إلا وسرعان ما يسمع أنه غدًا في مكان آخر، يمضى حاملًا لرسالة الحق والخير يدعو لها بكل ما زكا من سبيل...يُحس بآلام إخوانه فيهرع للتخفيف من تلك الآلام، كما يفرح لفرحهم فيسعى لدعم أسباب ذلك الفرح وإنجاحها... كان ابن ثورة الشام البار، خبِرَ ما يُحاك لها باكرًا فعمل على إبطال ذلك بقدر ما يستطيع؛ متحدثًا أو خطيبًاً، أو مسافرًا من جهة لأخرى ...رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة...

نَــزل القضاء فمرحــبا بقضاكا===يا ربّـــنا مـــا للعِـبـــــاد ســواكا

فمنِ ارتضـــاكَ له إلــهًا سيــدا===لا لنْ يخيــبَ إذا أتى ورجــــاكا

نزل القضاءُ على أخينا خـــالدٍ===فاختــرتَــــه وبِســــرعةٍ لـبـــاكا

ما كان منكَ فإنـــه خيْــرٌ لـــه===بشرى لـمنْ بصـــلاحــه وافــاكا

أنتَ العليــمُ بصبره وجهَـــاده===وبــــــلائه يسعى ليــوم لـــقـــاكا

الموتُ أدركهُ وكان مهاجــرًا===طوبى لهُ بالأجرِ من يُـــمنــــــاكا

لم يألُ جهــدًا في مكابدةِ العدا===قد أخْـجــلَ العـــبّـــادَ والنـّســـاكا

والشامُ تشهدُ أنــــه قــدْ أمّــها===ليَـــذبّ عنهـا مُجـــرمًا أفـــــــاكا

والعلمُ كان سلاحَه الماضى الذي===قد خاض فيه مع الغلاةِ عِراكا

لم تُنسهِ أعمالُه بجــــــلالــــها=== إخــوانَه، يمــشي بـنور هـــداكا

متنقــلًا ما بين جدة والريــــا===ض، وغيرها يرجو بذاك رضاكا

وله بإسطنبولَ جولاتٌ بدتْ=== آثــارها فــــي هاهــــنا وهُـنــــاكا 

حتى إذا ما جاء وقتُ رحيله===وافــــاك ربي شاكــــرًا نُعمــــاكا

فأظــلّه في ظل عرشك هانئًا===في جنة هي من جزيــلِ عطـــاكا