في وداع الأخ الشيخ موفق سفاف ( أبي عمير)

 رحم الله أخانا الحبيب الداعية المنشد الشيخ موفق السفاف ( أبو عمير) الحموي الذي سعدت بصحبته في كلية أصول الدين أيام دراستي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وكان أخا حبيبا ودودا نشيطا، مشاركا في النشاطات العلمية والتربوية، ولا سيما في الجوالة ( الكشاف) وفي النشيد الإسلامي . 

رحل عن دنيانا عن عمر يقارب الستين عاما في يوم الخميس 9 من شهر صفر 1440 في مكة المكرمة التي هاجر إليها واستقر فيها وتخرج في جامعتها وتكوتت أسرته فيها .

وقد صلي عليه أمس بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.

تقبل الله هجرته وجواره للبيت الحرام وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 كتب الأخ الكريم الدكتور رياض الخوام الحموي هذه الكلمات في رثائه: 

رحل أبوعمير من مكة حبيبا محبا

حين علمت بوفاتك يا أُخيَّ الحبيب النجيب ، حزنت مع كل أحبابك -وما أكثرهم- على هذا الفراق الذي مافتئ يخطف الأحبة ممن لهم في قلوبنا الحب والتقدير،ولهم في حياتنا ذكريات عامرة لم يعد لها نظير ، وكيف لانجلُّ أبا عمير ونأسى لفقده وقد عرفناه ولم يشب عن الطوق بعدُ في رحاب مساجد حماة ،طالبا العلم ومنشداً متألقاً في مجالس الصالحين ،مع أحبابه ،بصوته الندي الشجي ،وبألحانه العذبة التي تبعث في المحبين حب الأحباب والشوق إلى اللقاء ،عرفتك في الحي بشبابك النضر، وابتسامتك المشرقة، وبنظراتك الثاقبة ، وبهدوئك وأناتك ، مع وفورعقل ،وإيمان عميق بمبدئك الذي عشت فيه وله ، سجنوك فلم يستطيعوا أن يبدلوك أو أن يلينوا من عزيمتك ، وخرجت بريئا من تهمهم ماضيا في طريقك ثائرا على الظلم والطغيان النصيري الطائفي الفاجر، حصلت على درجة الماجستير في العلوم الشرعية، ولم تكمل مشوار العلم وأنت أهل له لظروف قاهرة فكنت مثالاً للرجال العصاميين الذين ينتصرون على ما يحلُّ بهم فيجعلونه منحة ، وهو عند غيرهم محنة ، ثم توَّجتَ محنك بمرضك ، فصبرت واحتسبت منتصراً على آلامك داعياً الله أن يجعلك في عليين مع الأحباب الذين سبقوك - وأنت لهم محب وحبيب -سواء من كانت منيته في سورية أم في خارجها ،ولاشك أن من أبرزهم الشيخ عبد الحفيظ الحداد رحمه الله الذي ودعناه من شهور مضت، وعلمت بأن المحبين لم يبلغوك بموته إشفاقا عليك ،فلعل لقياكم عند المليك المقتدر مع الأحبة محمد وصحبه ، رحمك الله أخي رحمة واسعة وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة ،وألهم الله أسرتكم الكريمة وأحبابكم الصبر والسلوان ، محبك الداعي لك رياض الخوام هـــنا