محمد أسعد العبجي

1305 ـ 1393هـ

1887 ـ 1973م

الشيخ محمد أسعد بن الحاج أحمد بن الحاج سعيد العبجي.مفتي الشافعية بحلب، عالم عامل، محدث، فقيه شافعي، أصولي لغوي، ونحوي متمكن.

ولد بحي (البياضة) (1)في مدينة حلب، سنة: خمس وثلاثمئة وألف للهجرة، في أسرة محبة للعلم والعلماء، وتعلم قراءة القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والحساب والعلوم العربية والشرعية، في أحد كتاتيب الحي، ثم راح ينتقل بين المدارس العلمية وحلقات الشيوخ في المساجد، ويأخذ العلم على علمائها الكبار.

ففي المدرسة (الدليواتية) التقى شيخه الشيخ أحمد المكتبي، ولزمه وأخذ عنه الفقه الشافعي، والحديث الشريف والتفسير وعلوم اللغة العربية ولما أنس منه شيخه الحفظ والفهم، والتعمق في علوم الحديث والفقه والتفسير والعربية، أجازه إجازة عامة بكل ما أجازه شيوخه به في الأزهر الشريف.

وفي المدرسة (الشعبانية)، تتلمذ على شيخه الشيخ محمد الكلاوي وقرأ عليه الفقه الشافعي أصوله وفروعه، أما في المدرسة (العثمانية) فقد لزم شيوخه الشيخ محمد الحنيفي، والشيخ بشير الغزي، وأخذ عنهما الفقه الحنفي، وعلوم اللغة العربية وغيرها من العلوم النقلية والعقلية، وحضر في الجامع الأموي الكبير حلقات شيخه الشيخ محمد العالم (2) ، كما التقى في دمشق وحلب شيخه الشيخ بدر الدين الحسني، وأخذ عنه علم الحديث، وأخذ منه الإجازة في رواية صحيحي الإمام البخاري والإمام مسلم.

وبعد أن تسلح بهذه العلوم الجليلة، نهض إلى نشر العلم والدعوة إلى الله، فعمل مديراً للمدرسة (الإسماعيلية)، سنة:1340هـ، ثم ناظراً للمدرسة (الخسروية) بعد إعادة تنظيمها، وضم بعض المدارس الشرعية إليها، وذلك عام: 1342هـ، ثم تولى فيها تدريس النحو والبلاغة والفقه الشافعي فروعه وأصوله، وكان يقرر لطلابه في الأصول كتاب (مختصر جمع الجوامع) للقاضي زكريا الأنصاري.

ولما تأسس معهد العلوم الشرعية في المدرسة (الشعبانية)، أسند إليه تدريس الفقه الشافعي والأصول، وذلك سنة: 1368هـ، وفي سنة: 1370هـ عين الشيخ مفتياً للشافعية في مدينة حلب، وبالإضافة إلى عمله في التدريس والإفتاء، فقد كان الشيخ عضواً في مجلس أوقاف حلب، وإماماً في جامع (البكرجي) في محلة الباشا.

ومع انشغاله في التدريس والإفتاء، فقد اتجه إلى التأليف والتصنيف طارقاً باب القرآن والكريم وتجويده، والفقه وأصوله، وقد ترك المؤلفات التالية:

1- اتحاف المريد في علم التجويد - مطبوع -.

2- رسالة في بيان المقادير الشرعية في المذهب الشافعي، بين فيها نصاب الذهب والفضة، ومقدار المُدّ والصاع وغيرها من المقادير الشرعية.

3- سلم الوصول إلى علم الأصول - مطبوع -.

4- حاشية على كتاب: (غاية الوصول شرح كتاب لب الأصول) (3).

جميل الطلعة، منور الشيبة، باسم الثغر، عليه سكينة الفقهاء، وهيبة المحدثين، ووقار العباد الأتقياء الصالحين، كثير البكاء، غزير الدمعة، شديد الخوف من الله سبحانه، وكان رغم شيخوخته وضعف جسمه يواظب على الذهاب إلى دائرة الإفتاء، بعد أن تخلى عن التدريس والإمامة، ليرد على أسئلة المستفتين، والفصل في خلافات المتخاصمين، بما عهد عنه من تيسير وحب للمصالحة والمسامحة.

توفي في حلب،في الرابع من ذي الحجة سنة: ثلاث وتسعين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، الموافق: 8 كانون الثاني 1973 وأسرع علماء حلب وطلاب العلم فيها وجموع غفيرة من أبناء المدينة، لوداع شيخهم الراحل إلى مثواه الأخير في مقبرة (الشيخ سعود) رحمه الله.

إجازة بخط الشيخ محمد أسعد العبجي

للشيخ محمد عثمان بلال 

المصادر والمراجع

1- تاريخ الافتاء في حلب الشهباء للمؤلف.

2- ترجمة بخطه أعدها لموسوعة (من هم في العالم العربي).

3- سجلات المدرسة الخسروية، وسجلات دائرة الإفتاء في حلب. 

4- مؤلفات المترجم له.

5- مقابلة مع شيخنا الشيخ أحمد سردار، الذي أطلعني على ترجمة وافية له مع صورة عن إجازاته من شيوخه.

6- مقابلات شفهية مع حفيده الأستاذ أحمد، وعدد من شيوخنا منهم: الأستاذ محمد زين العبدين جذبة، والأستاذ أحمد قلاش وغيرهم.

======

(1) حيّ من أحياء حلب يقع إلى الشرق الشمالي من القلعة، وانظر نهر الذهب 2/301، وأحياء حلب وأسواقها ص 142. 

(2) انظر ترجمات شيوخه في مكانها من الكتاب.

(3) رأيت صورة عنها عند حفيده الأستاذ أحمد العبجي.