الشيخ أحمد مهدي الحداد الحلبي الحنفي (العالم الفقيه اللغوي)

1351هـ=1933م

1431هـ=2010م

نسبه ومولده: 

هو الشيخ الفاضل أبو مصطفى أحمد مهدي بن الشيخ محمد بشير بن الشيخ أحمد حداد الحلبي .

ولد في حلب ، ونشأ فيها ، في أسرة علمية متدينة ، في غرفة السيد محمد النبهان ، قبل أن يسكنها الشيخ النبهان ، رحمه الله .

حفظ القرآن الكريم على والده ، وفي مدرسة الحفاظ بحلب ، على الشيخ أحمد المصري ، والشيخ محمد ويس جبارة ، ومدير المدرسة الشيخ محمد نجيب خياطة ، في مدة سنتين ، وكان عمره ( 12 ) سنة .

دراسته العامة:

ثم درس ، في المدرسة الخالدية الخاصة ، التي أسسها وكان مديرها الشيخ الفاضل طه عنجريني ، وبقي فيها فترة قصيرة ، ثم تقدم لامتحان مقابلة في المدرسة الشعبانية ، ونجح ، وتمَّ قبوله في عداد طلابها .. وأمضى فيها سبع سنوات، وتلقى العلم عن علمائها ومدرسيها الأجلاء .

ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر بمصر ، في عام ( 1961 م ) وبقي فيها أربع سنوات ، لم يأت إلى سورية ، وتخرج فيها ، عام ( 1965 م )، وحصل على دبلوم تربية من كلية التربية بالأزهر ، في عام 

1966 م.

إجازاته : 

إضافة إلى دراسته الخارجية على الشيخ المحدث السيد أحمد بن الصديق الغماري في مصطلح الحديث وغيرها من العلوم وأجيز منه , كما أجيز برواية الحديث من العلامة الشيخ السيد أبي الحسن الندوي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ أحمد نصيب المحاميد ، والسيد أحمد زبارة من علماء اليمن، والشيخ محمد عبد الرشيد النعماني من علماء باكستان، وغيرهم .

ثم عدل شهادته ، أخوه الشيخ الشهيد محمد منير حداد ، وسجله في جامعة البنجاب بباكستان ، وأعد رسالة عن القصاص فيما دون النفس ، لنيل درجة الدكتوراه ، ولم يناقشها .

دراسته الخاصة: 

قرأ شرح الأجرومية في النحو بكاملها ، على الشيخ أحمد شهيد ، في المدرسة الإسماعيلية ، وكتاب اللباب في الفقه الحنفي ، للميداني ، على الشيخ الفقيه بكري رجب ، وقسم من شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، على الشيخ مصطفى مزراب ، ودرس على الشيخ محمد الغشيم جزءاً من كتاب شرح جوهرة التوحيد ، في العقيدة ، ودرس ثلاث سنوات على الشيخ الفقيه محمد السلقيني ، في جامع الطواشي ، وراء مديرية أوقاف حلب ، كتاب الاختيار في شرح المختار ، في الفقه الحنفي ، كاملاً .

كما قرأ كتاب كفاية الأخيار ، في الفقه الشافعي ، على الشيخ الفقيه أحمد القلاش .

شيوخه: 

من شيوخه في الشعبانية:

الشيخ الجليل محمد أبو الخير زين العابدين ، والشيخ الفاضل عبد الوهاب سكر البابي الحلبي ، والعالم الرباني الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين ، والعلامة الفقيه الشيخ المفتي عبد الله خير الله ، وقاضي حلب الممتاز الشيخ عبد الوهاب التونجي ، والشيخ طاهر خير الله ، والشيخ اللغوي محمد المعدل ، والشيخ الفقيه محمد الغشيم ، والشيخ الأديب الشاعر بكري رجب البابي الحلبي ، والعلامة الشيخ اللغوي المعمر أحمد القلاش ، والشيخ الفقيه مصطفى مزراب ، وغيرهم كثير ( 48 ) مدرساً .

أعماله ووظائفه:

بعد رجوعه من مصر ، عمل مدرساً في معهد عرعر العلمي بالسعودية ، لمادتي النحو ( شرح ابن عقيل ) والبلاغة الواضحة ، وذلك لمدة سنة ، ثم قفل راجعاً إلى سورية ، ليعمل مدرساً ولمدة تسع سنوات ، في الثانوية الشرعية للبنات في حلب ، لمادة القرآن الكريم والتجويد والفقه الحنفي ، للمرحلة الإعدادية ، والبلاغة والحديث والمصطلح للمرحلة الثانوية .

كما درس لمدة سنتين ، في دار نهضة العلوم الشرعية ( المدرسة الكلتاوية ) مادة العقيدة الإسلامية ، والفقه الحنفي .

ودرس لمدة سنتين، في إعدادية عفرين الشرعية ،( مادة الفقه الحنفي والمطالعة) (56 ) حصة في الأسبوع .

كما درس مادة التربية الإسلامية ، لمدة تسع سنوات ، في مدارس وزارة التربية بسورية .

كما عمل في حقل الدعوة والوعظ والإرشاد ، فعمل إماماً وخطيباً ، في عدة مساجد، بحلب ، فخطب في جامع العمران ، لمدة سنتين ، ثم في جامع الرومي في حي المشارقة ، لمدة سنتين أيضاً ، وكذلك في جامع الحدادين سنتين ، ثم نقل إلى جامع الموازيني ، في حي السفاحية ، لمدة سنة ، ثم نقل نفسه إلى جامع قاضي عسكر ، لمدة سنة .

وأما الإمامة ، فقد عيِّن إماماً ، في جامع الأبراج ، ثم في جامع بانقوسا ( بان قوسه ) وأخيراً ، في جامع الترمذي ، وبقي فيه سبع سنوات ، ثم ذهب إلى السعودية ، مرة أخرى .

وذلك في سنة ( 1396 هـ ) ودرس في المعهد العلمي في حريميلاء ، مادة القرآن الكريم ، للمتوسط والثانوي ، والتفسير ومصطلح الحديث ، للثانوي .

ثم ترك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتحول إلى المعهد العلمي للقرآن الكريم ، في المدارس العسكرية ، في الحرس الوطني ، وبقي فيها إلى سن التقاعد ، ودرس فيها ، النحو( شرح الأجرومية ، 

ثم قطر الندى، ثم شرح ابن عقيل) والبلاغة الواضحة ، وأصول الفقه ، للمرحلة الثانوية .

والمركز الخيري في العلية ، للعلوم الشرعية والعربية ، وهو تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، ودرس فيه القرآن الكريم ، للجاليات ، وذلك منذ عام  1997م.

مؤلفاته وآثاره:

عمل فهارس علمية ، لكتاب كشاف اصطلاحات الفنون ، للعلامة التهانوي ، وهو كتاب حاو للعلوم كلها ، ويقع في ثلاث مجلدات ضخمة ، كما عمل فهارس لكتب أخرى .

أوصافه وأخلاقه:

نحيف البدن ، متوسط القامة ، ذو لحية بيضاء دون القبضة .

متواضع ، نشيط في الدعوة والتدريس ، جريء في قول الحق ، لا يخشى في الله لومة لائم ، فكه الحديث . 

قال الأخ الشيخ مجد مكي وهو ممن صحب الشيخ في كلمته في رثائه: (يتمتع فضيلة الشيخ أحمد بمزايا فريدة من أهمها: سلامة قلبه، وشدة تواضعه ، وخفّة روحه، وحضور نكتته ، ومعرفته الواسعة بتراجم علماء حلب ونوادر أخبارهم، وحرصه الشديد على اقتناء الكتب وفهرستها، وبذل وقته وجهده في خدمة إخوانه، وحبه للعلماء العاملين وفرحه بطلبة العلم الصالحين المجدّين. كما اشتُهر بشدّة ولائه لله سبحانه ولرسوله وللمؤمنين ولمنهج أهل السنة والجماعة وبراءته الشديدة من المناهج المنحرفة المبتدعة وأصحابها.( 

حج أكثر من عشر حجج ، واعتمر حوالي سبعين عمرة.

علومه : 

حافظ لكتاب الله ، وألفية ابن مالك ، ومتن جوهرة التوحيد ، في العقيدة ، والسراجية في الفرائض ، والأجرومية ، في النحو .

وله عناية بالمعاجم اللغوية ، كـ ( لسان العرب )، لابن منظور المصري ، وغيره.

وفاته: 

توفي في مدينة الرياض فجر يوم الجمعة 18 شعبان 1431،الموافق 30 تموز 2010 م بعد مرض ألمّ به. (وصُلّي عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد الراجحي في الرياض في جنازة حاشدة قُدِّرَت بحوالي عشرين ألف مصلٍّ، ثم دُفن في مقبرة النسيم فرحمة الله عليه وأناله الزُّلفى لديه.(

وكنت زرته في صيف عام 2009 م في منزله بالرياض ، وكان عنده صاحبه وصفيه الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد حفظه الله. 

وكتب الأخ الشيخ مجد مكي في رثائه في موقع الرابطة: ( توفي في مدينة الرياض فجر هذا اليوم الجمعة 18 شعبان 1431، الموافق 30 تموز 2010العالم الفاضل الشيخ أحمد مهدي بن الشيخ محمد بشير حداد الحلبي الحنفي عن ثمانين سنة أمضى أكثرها في الإمامة والخطابة والعلم والتعليم والاحتفاء بالعلم والعلماء .

وكنت زرته في مستشفى الشميسي بالرياض في يوم الجمعة 27 من رجب 1431 بصحبة الأخ الحفي الوفي الشيخ محمد الرشيد، والصهر الكريم الأستاذ عبد الله منلا، والابن البار موفق مكي .

وأقدّم باسمي وباسم رابطة العلماء السوريين في الخارج وعلماء سورية في الداخل أصدق التعزية لأبناء الفقيد وأسرته وإخوانه وتلاميذه وأحبابه، ونخصّ منهم الأخ محمد الرشيد الذي صحب الشيخ في الرياض من قرابة ربع قرن واحتفى به في صحته ومرضه ووفاته ، فجزاه الله عن أسرته وعن أهل العلم والوفاء خير الجزاء) .

رحم الله تعالى شيخنا وغفر له وعفا عنه.

المصادر: هذه المعلومات مستفادة مباشرة ، من الشيخ الفاضل ، وذلك حينما زرته في بيته بحلب.

وهذه الترجمة راجعها الأخ الشيخ مجد مكي وأضاف إليها بعض الإضافات وأعدها للنشر في موقع رابطة العلماء السوريين.