الشيخ محمد سالم القاسمي رحمه الله وبعض أسانيده

الشيخ العالم الكبير المحدث الفقيه الأديب الأريب والخطيب المصقع محمد سالم بن العلامة المقرئ محمد طيب بن الشيخ الحافظ محمد أحمد بن حجة الإسلام محمد قاسم القاسمي، ينتهي نسبه إلى الصديق الأكبر أبي بكر بن أبي قحافة التيمي القرشي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولد في ديوبند بسهارنفور يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مائة وألف، وتخرج من دار العلوم بديوبند سبع وستين وثلاثمائة وألف، ومن شيوخه بها: والده الإمام، وشيخ الإسلام حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، وشيخ الأدب إعزاز علي الأمروهي، والشيخ فخر الحسن، وآخرون.

روى عنهم، وأسند المسلسلات عن والده عن الشيخ المحدث خليل أحمد السهارنفوري، وأجازه الشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي، رحمهم الله جميعا.

درَّس الكتب المقررة في عامة العلوم والفنون في دار العلوم مدة طويلة، وشغل مناصب إدارية بها، وعمل رئيسًا لدار العلوم (الوقف)، ونائبا لرئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية، ومشرفا على رابطة المساجد في الهند، ورئيسا للمجلس الاستشاري لمظاهر العلوم (الوقف) بسهارنفور، ومشرفا على مجمع الفقه الإسلامي في الهند، وعضوا للمجلس الاستشاري لدار العلوم لندوة العلماء، وكان معروفًا بخطابته وتذكيره، يُلين قلوب الناس بموعظة فصل، ويبهر عقول السامعين بكلمات هي الزهر المبثوث واللؤلؤ النثر.

أجاز لي في الواحد والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وأربعمائة وألف، ثم أجاز لي بالمسلسلات تاسع عشري رجب سنة ثمان عشرة وأربعمائة وألف، وسمعت منه الحديث المسلسل بالأسودين، والمسلسل بالمصافحة الأنسية، وأكد لي إجازته العامة رابع جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وألف في أوكسفورد، وذكر لي أسماء شيوخ والده، وألقى إلي توجيهات رشيدة نافعة في العلوم والاتجاهات العقدية والمدارس الفقهية، وأوصاني بالتوسط والاعتدال، والتمييز بين الدين والمذهب، مبيِّنًا أن الدين وحي سماوي، والمذهب رأي واجتهاد بشري.

وصحبته في سمرقند، وأوكسفورد، ولندن، وبومباي، وإسطنبول، وعليه ثياب ذوي العلم ووقارهم، وسيماهم، والهدي المشاكل والنجر، وزرته في منزله بديوبند في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف، ففرح جدا وانبسط لي انبساطا كبيرا، في تواضع جم، ما به زهو ولا كبر، ولا تفاخر ولا تظاهر.

وعندي منه رسالة مؤرخة بالواحد والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وأربع مائة وألف.

توفي يوم السبت ثامن عشري رجب سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وألف، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى، ورضي عنه وأرضاه.

وكان حسن الصورة جميلا، عليه نور وبهاء، مكتسيًا وجهه ضياءًا وإشراقا، من العلماء العاملين، معصوما بتقوى الله والورع، ذا استقامة واعتدال، حسن الظن بالمسلمين، ناصحا لهم، داعيا إلى وحدة الصف، واجتماع الكلمة، مسالمًا، سمحًا رفيقا، بعيدا عن العصبية والتحزب، لا لغو لديه ولا هجر، ولا سب ولا شتم، ولا نيل من أحد ولا وقوع في الأعراض والحرمات.

أسانيده:

وأسانيده عالية، وأخرج هنا بعض الأحاديث من طريقه المسلسلات وغيرها:

أخبرنا شيخنا العلامة الكبير محمد سالم القاسمي، أنا والدي الإمام المقرئ محمد طيب القاسمي، أنا حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، والعلامة المحدث عبد الرحمن الأمرهوي، قالا: أخبرنا الإمام الرباني مولانا فضل الرحمن الكنج مرادآبادي، أنا العلامة المحدث عبد العزيز الدهلوي (ح) وقال (أي شيخنا المترجم له): أخبرنا السيد حسين أحمد المدني، أنا العلامة محمود حسن الديوبندي، أنا حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، أنا عبد الغني بن أبي سعيد المجددي، (ح) وقال حسين أحمد المدني: أخبرنا بأعلى منه بدرجة المشايخ الأربعة: السيد أحمد البرزنجي، وعبد الجليل برادة، وحسب الله المكي، ومحمود حسن الديوبندي، قالوا: أخبرنا عبد الغني المذكور، أنا الإمام محمد إسحاق الدهلوي، أنا جدي لأمي العلامة المحدث عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، أنا والدي الإمام أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، أنا أبو طاهر الكوراني، أنا والدي البرهان إبراهيم الكوراني، أنا صفي الدين أحمد بن محمد القشاشي، أنا أحمد بن علي الشناوي، أنا شمس الدين محمد بن أحمد بن حمزة الرملي، أنا القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، أنا الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، أنا أبو الخير أحمد بن صلاح الدين أبي سعيد خليل الكيكلدي، أنا داود بن يعمر بن عبد الواحد الأصبهاني، أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، (ح) وقال حسين أحمد المدني: أخبرنا السيد أحمد البرزنجي، أنا والدي السيد إسماعيل البرزنجي، أنا الشيخ صالح الفلاني، أنا محمد بن سنة العمري الفلاني، أنا المعمر الشيخ أبو الوفاء أحمد بن محمد العجل، أنا يحيى بن مكرم الطبري، أنا جدي محب الدين محمد بن محمد الطبري، أنا البرهان بن محمد بن صديق الدمشقي، أنا أحمد بن أبي طالب الحجار، أنا الحسين بن المبارك، أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، ثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، ثنا أبو محمد عبد الله بن حمويه السرخسي، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا أبو النضر عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر رضى الله تعالى عنه، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خيَّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر.

المسلسل بالأولية:

أخبرني شيخنا محمد سالم القاسمي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني والدي، وهو أول حديث سمعته منه إضافة، قال: أخبرني العلامة الإمام خليل أحمد السهارنفوري، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني العلامة الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي البدهانوي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني العلامة المحدث محمد إسحاق الدهلوي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني جدي لأمي الإمام عبد العزيز بن أحمد الدهلوي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني والدي كوكب الديار الهندية أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرني السيد أبو حفص عمر بن عقيل، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به الإمام المسند الشهاب أحمد بن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به المعمر محمد بن عبد الله الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به أبو الخير ابن عموس الرشيدي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به القاضي زكريا الأنصاري، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به الحافظ أبو الفضل أحمد ابن حجر العسقلاني، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الإمام أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا والدي الإمام أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعته منه، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

هذا حديث صحيح، أخرجه أبو داود والترمذي من غير تسلسل، فرواه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب الرحمة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومسدد، ورواه الترمذي في جامعه، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة المسلمين عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

المسلسل بالمحبة:

وأخبرنا شيخنا محمد سالم القاسمي، قال: أخبرني والدي، قال: أخبرني العلامة الإمام خليل أحمد السهارنفوري، قال: أخبرني العلامة الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي البدهانوي، قال: أخبرني العلامة المحدث محمد إسحاق الدهلوي، قال: أخبرني جدي لأمي الإمام عبد العزيز بن أحمد الدهلوي، قال: أخبرني والدي كوكب الديار الهندية أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، قال: حدثني الشيخ أبو طاهر، قال: أخبرني أحمد النخلي عن الشمس البابلي، عن علي بن محمد، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي، عن أخيه محمد، عن أبي الفضل جلال الدين السيوطي، قال: أخبرني أبو الطيب أحمد بن محمد الحجازي الأديب، قال: أخبرنا قاضي القضاة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم الحنفي، قال: أخبرنا الحافظ أبو سعيد العلائي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأرموي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مكي، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الكريم، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان النجاد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، قال: حدثنا عمرو بن مسلم التنيسي، قال حدثنا الحكم بن عبدة، قال: أخبرني حيوة بن شريح، قال: أخبرني عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ إني أحبك فقل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وفي رواية: وأوصيك أن لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، قال الصنابحي: قال لي معاذ: وأنا أحبك فقل، وكذلك قال كل راو لمن روى عنه: "إني أحبك فقل" إلى أن وصل إلينا.

أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، والحاكم في المستدرك، كتاب الصلاة، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه مرة أخرى في كتاب معرفة الصحابة، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

المسلسل بالمصافحة:

وأخبرنا شيخنا محمد سالم القاسمي، أنا والدي، قال: أخبرني العلامة الإمام خليل أحمد السهارنفوري، قال: أخبرني العلامة الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي البدهانوي، قال: أخبرني العلامة المحدث محمد إسحاق الدهلوي، قال: أخبرني جدي لأمي الإمام عبد العزيز بن أحمد الدهلوي، قال: أخبرني والدي كوكب الديار الهندية أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، قال: حدثني الشيخ أبو طاهر، قال: أخبرني أحمد النخلي عن الشمس البابلي، عن أبي بكر بن إسماعيل، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي، عن أبي الفضل الجلال السيوطي، قال: أخبرنا التقي أحمد بن محمد الشمني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الطاهر بن الكويك، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي حضورًا، قال: أخبرنا أبو عبد الله الخوئي، قال: أخبرنا أبو المجد محمد بن الحسين القزويني، قال: أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم الشحاذي، قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي زرعة، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الله البزاري، قال: أخبرنا عبد الملك بن نجيد، قال: حدثنا أبو القاسم عبدان بن حميد المنبجي، قال: حدثنا عمر بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن دهقان، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: دخلنا على أبي هرمز نعوده، فقال: دخلنا على أنس بن مالك رضي الله عنه نعوده، فقال: صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما مسست خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو هرمز: فقلنا لأنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحنا، قال خلف: قلنا لأبي هرمز: صافحنا بالكف التي صافحت بها أنسا فصافحنا، واستمر هذا التسلسل بالمصافحة حتى وصل إلينا.

قلت: متن الحديث صحيح، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: "ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم"، ولكن أنكر العلماء تسلسله، ففيه أبو هرمز، ضعفه أحمد وجماعة، وكذبه ابن معين مرة، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. (انظر: ميزان الاعتدال 7/8).

المسلسل بالفقهاء الحنفية:

أخبرنا شيخنا محمد سالم القاسمي، أنا والدي، قال: أخبرني العلامة الإمام خليل أحمد السهارنفوري الحنفي، قال: أخبرني العلامة الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي الحنفي، عن الشيخ محمد عابد السندي الحنفي، عن الشيخ يوسف بن محمد المزحاجي الحنفي، عن أبيه الشيخ محمد بن علاء الدين المزحاجي الحنفي، عن أبيه الشيخ علاء الدين بن محمد الحنفي، عن الشيخ حسن بن علي العجيمي الحنفي، عن الشيخ خير الدين الرملي الحنفي، عن الشيخ محمد بن سراج الدين الخلوتي الحنفي، عن أحمد بن الشلبي الحنفي، عن الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الكركي صاحب الفيض، عن الشيخ أمين الدين يحيى بن محمد الأقصرائي الحنفي، عن الشيخ محمد بن محمد البخاري الحنفي، عن الشيخ حافظ الدين محمد بن محمد بن علي البخاري الظاهري الحنفي، عن صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود الحنفي، عن جده تاج الشريعة محمود الحنفي، عن والده صدر الشريعة أحمد الحنفي، عن والده جمال الدين عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي الحنفي، عن محمد بن أبي بكر البخاري عرف بإمام زاده الحنفي، عن أبي الفضائل شمس الأئمة أبي بكر بن محمد الزنجري الحنفي، عن شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد الحلواني الحنفي، عن أبي علي الخضر النسفي بن علي الحنفي، عن أبي بكر محمد بن الفضل البخاري الحنفي، عن الأستاذ أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي، أنا القدوة أبو حفص الصغير محمد الحنفي، أنا والدي الإمام الشهير بأبي حفص الكبير أحمد بن حفص البخاري، أنا الإمام الحجة أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله عنه، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشًا أو سرية أوصى إلى صاحبها بتقوى الله في نفسه خاصة، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: اغز باسم الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولاتقتلوا وليدًا، وإذا لقيتم عدوكم من المشركين فادعوهم إلى الإسلام، فإن أسلموا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإلا فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين، وليس لهم في الفيء ولا في الغنيمة نصيب، فإن أبوا فادعوهم إلى إعطاء الجزية، فإن فعلوا فاقبلوا ذلك منهم وكفوا عنهم، وإذا حاصرتم أهل حصن أو مدينة فسألوكم أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلوهم، فإنكم لاتدرون ما حكم الله فيهم، ولكنهم على حكمكم، ثم احكموا فيهم بما رأيتم، وإذا حاصرتم أهل حصن أو مدينة فأرادوكم على أن تعطوهم ذمة الله وذمة رسوله فلا تعطوهم ذمة الله ولا ذمة رسوله، ولكن أعطوهم ذممكم وذمم آبائكم فإنكم إن تخفروا ذممكم فهو أهون.

أخرجه الإمام محمد بن الحسن في مبسوطه وفي كتاب الآثار.

خاتمة:

أخبرنا شيخنا محمد سالم القاسمي، أنا العلامة محمد إبراهيم البلياوي، أنا محمود الحسن الديوبندي، أنا عبد الغني بن أبي سعيد، أنا محمد إسحاق، أنا جدي عبد العزيز الدهلوي، أنا والدي أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، أنا تاج الدين القلعي، أنا عيسى بن محمد الثعالبي، أنا علي الآجهوري، أنا القاضي بدر الدين القرافي، أنا النجم محمد الغيطي، أنا القاضي زكريا الأنصاري، أنا الحافظ أبو نعيم رضوان بن محمد بن يوسف العقبي، أنا أبو الطاهر شرف الدين محمد بن عبد اللطيف بن الكويك، أنا الزين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي، أنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني، أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي، أنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان عن الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، قال: حدثنا هداب بن خالدٍ الأزدي، وشيبان بن فروخ، جميعًا عن سليمان بن المغيرة - واللفظ لشيبان - حدثنا سليمان، حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيبٍ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.