الإمام أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء الحنبلي صاحب الأحكام السلطانية

وأقتطف لكم قطائف من عظمة علماء الإسلام بالأمس نقلت لكم ترجمة الإمام الماوردي الذي أنكر على جلال الدولة البويهي أن يتسمى ملك الملوك وغاضبه وخرج من مجلسه ..

أريد أن] ثبت في ذاكرتنا أن ما كل علماء الإسلام " مَفتون " وأن لله عبادا فطنا ، طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا ..

هذا الإمام الفراء ، شريك الماوردي ، في الأحكام السلطانية يرفض تولي القضاء ، ويرد على الخليفة أمره ، ويشترط على الخليفة شروطا ..تابع لتعلم ما هي ، ومنها أن يظل وهو قاضي القضاة يجلس لتدريس العامة من أمثالنا طلبا للتفقيه في الدين ...أسطر قليلة تابعوها ..

هو الإمام محمد بن الحسين الفراء، علامة زمانه.. ولم يزل أصحاب الإمام أحمد يقدمونه ويتبعونه. ويدرسون تصانيفه. كان تام المعرفة. تام الزهد والورع والعفة والقناعة.

وكانت له مكانة عند الخليفتين العباسيين القادر والقائم. كان عالما بالقرآن، حافظا للقراءات العشر، عالما بالحديث مع كثرة محفوظ، وعلو إسناد، و عالما بالفتاوى والجدل. منقطعا عن الدنيا منصرفا إلى بث العلم وإذاعته ونشره مع ما انضاف إلى ذلك من الجلالة والصبر على المكاره، والاحتمال لكل جريرة إن لحقته من عدوه، وزلل إن جرى من صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الصغير والكبير، واصطناع المعروف إلى القاصي والداني.

عزة العلم عزة العالم.

وكان منه أنه رفض القضاء بعد أن عرض عليه بعد وفاة قاضي القضاة ابن ماكولا. وألح الخليفة علي أبي يعلى ليلي القضاء في دار الخلافة فاشترط لنفسه شرائط منها: ألا يحضر أيام المواكب الشريفة. ولا يخرج في الاستقبالات. ولا يقصد دار السلطان. وفي كل شهر يخرج يوما إلى نهر المعلى، ويوما لباب الأزج لنشر العلم بين العامة.

من مصنفاته

أحكام القرآن- نقل القرآن- إيضاح البيان- مسائل الإيمان- المعتمد- المقتبس- عيون المسائل- إبطال التأويلات- وإثبات إمامة الخلفاء الأربعة- وتبرئة معاوية- والأحكام السلطانية- وشروط أهل الذمة- والاختلاف في الذبيح.

وقد اشتبه على أهل العلم أمر كتاب الأحكام السلطانية أي الإمامين الجليلين سبق إليه وأيهما أخذ عن الآخر، مع ملاحظة تطابق العنوانين وتوارد العبارات من المؤلفين.