لماذا استعاذت المرأة الجوينية من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

نص الاستشارة :

حوارات علمية بين نخبة من طلبة العلم في " مجالس العلماء"

الاجابة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا استعاذت المرأة الجوينية من رسول الله 

صلى الله عليه وسلم؟ (شبهة وردّها)

مجالس العلم 

كتب الأخ أحمد الشويطي: 

روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِى أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: (خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ، فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اجْلِسُوا هَا هُنَا، وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِىَ بِالْجَوْنِيَّةِ، فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتٍ أُمَيْمَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ، وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَبِي نَفْسَكِ لِي، قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ، قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا) .

سادتي العلماء هل من شرح لهذا الحديث الذي نشره أحدهم مستدلاً به على أن صحيح البخاري فيه الكثير مما لا يقبله عقل.. ويعتبر أن هذا الحديث فيه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم....

تعليق الدكتور خالد عبد الله: 

توضيح قصة المرأة التي استعاذت من النبي صلى الله عليه وسلم 

الحمد لله؛ وبعد:

 فالقصة صحيحة، وردت في أحاديث عدة وسياقات يكمل بعضها بعضاً:

روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن الإمام الأوزاعي قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِي أَي أَزْوَاجِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ ؟

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: (أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهَا: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ) .

وروى البخاري رحمه الله عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبِى أُسَيْدٍ قَالاَ: ( تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ)  ثياب من كتان بيض طوال.

وروى أيضا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضى الله عنه قَالَ: (ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَدِمَتْ فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ رَأْسَهَا، فَلَمَّا كَلَّمَهَا النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي، فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لاَ، قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَخْطُبَكِ قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ النَّبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: اسْقِنَا يَا سَهْلُ،  فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ، قَالَ : ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ فَوَهَبَهُ لَهُ)  ورواه مسلم أيضاً ، الأجم: الحصون.

ثانياً: اختلف العلماء في اسم هذه المرأة على أقوال سبعة، ولكن الراجح منها عند أكثرهم هو: (أميمة بنت النعمان بن شراحيل) كما تصرح رواية حديث أبي أسيد. وقيل اسمها أسماء.

ثالثاً: لماذا استعاذت المرأة الجونية من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

يمكن توجيه ذلك ببعض الأجوبة الآتية :

1- قد يقال إنها لم تكن تَعرِفُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، بدليل الرواية الأخيرة من الروايات المذكورة أعلاه، وفيها: (فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لاَ. قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَخْطُبَكِ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ).

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقال غيره : يحتمل أنها لم تعرفه صلى الله عليه وسلم، فخاطبته بذلك. وسياق القصة من مجموع طرقها يأبى هذا الاحتمال.

نعم سيأتي في أواخر الأشربة من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد – فذكر الرواية الأخيرة ، ثم قال: – فإن كانت القصة واحدة فلا يكون قوله في حديث الباب: (ألحقها بأهلها)، ولا قوله في حديث عائشة: (الحقي بأهلك) تطليقاً، ويتعين أنها لم تعرفه. وإن كانت القصة متعددة – ولا مانع من ذلك – فلعل هذه المرأة هي الكلابية التي وقع فيها الاضطراب" انتهى. "فتح الباري" (9/358)

2- ويذكر بعض أهل العلم أن سبب استعاذتها من النبي صلى الله عليه وسلم ما غرها به بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم، حيث أوهموها أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذه الكلمة، فقالتها رغبة في التقرب إليه، وهي لا تدري أن النبي صلى الله عليه وسلم سيعيذها من نفسه بالفراق إن سمعها منه. وجاء ذلك من طرق ثلاثة:

الطريق الأولى: يرويها ابن سعد في "الطبقات" (8/143-148)، والحاكم في "المستدرك" (4/39)، من طريق محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف في الحديث.

والطريق الثانية: يرويها ابن سعد في الطبقات (8/144) بسنده عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: (الجونية استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل لها: هو أحظى لك عنده، ولم تستعذ منه امرأة غيرها، وإنما خدعت لما رؤي من جمالها وهيئتها، ولقد ذكر لرسول الله من حملها على ما قالت لرسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهن صواحب يوسف).

الطريق الثالثة: رواها ابن سعد أيضا في "الطبقات" (8م145) قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن بن عباس قال: ( تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبهم، قال فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة: قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا. وكان خطبها حين وفدت كندة عليه إلى أبيها، فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه وسلم حسدنها، فقلن لها: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه إذا دخل عليك. فلما دخل وألقى الستر مد يده إليها، فقالت: أعوذ بالله منك. فقال: أمن عائذ الله! الحقي بأهلك).

وروى أيضا قال: أخبرنا هشام بن محمد، حدثني ابن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه - وكان بدرياً – قال: (تزوج رسول الله أسماء بنت النعمان الجونية، فأرسلني فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها أنت وأنا أمشطها، ففعلن، ثم قالت لها إحداهما: إن النبي، صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك. فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك. فتال بكمه على وجهه فاستتر به وقال: عذت معاذاً، ثلاث مرات. قال أبو أسيد ثم خرج علي فقال: يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيتين، يعني كرباستين، فكانت تقول: دعوني الشقية).

وهذه الطرق قد يعضد بعضها بعضا ويستشهد بمجموعها على أن لذلك أصلاً.

3- وذكر آخرون من أهل العلم أن سبب استعاذتها هو تكبرها، حيث كانت جميلة وفي بيت من بيوت ملوك العرب، وكانت ترغب عن الزواج بمن ليس بِمَلِك، وهذا يؤيده ما جاء في الرواية المذكورة أعلاه، وفيها: (فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَبِي نَفْسَكِ لِي. قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ. قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ. فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَقَالَ: قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ. ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا).

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "(السُّوقة) قيل لهم ذلك؛ لأن الملك يسوقهم فيساقون إليه، ويصرفهم على مراده، وأما أهل السوق فالواحد منهم سوقي. قال ابن المنير: هذا من بقية ما كان فيها من الجاهلية، والسوقة عندهم من ليس بملك كائنا من كان، فكأنها استبعدت أن يتزوج الملكة من ليس بملك، وكان صلى الله عليه وسلم قد خير أن يكون ملكا نبيا، فاختار أن يكون عبدا نبيا، تواضعا منه صلى الله عليه وسلم لربه، ولم يؤاخذها النبي صلى الله عليه وسلم بكلامها، معذرة لها لقرب عهدها بجاهليتها" انتهى. "فتح الباري" (9/358)

هذا ما تحصَّل ذكرُه من أسباب جاءت بها الروايات وكلام أهل العلم، وكله يدل على كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكن يرضى أن يتزوج مَن يشعر أنها لا ترغبه، وكان يأبى صلى الله عليه وسلم أن يصيب أحدا من المسلمين بأذى في نفسه أو ماله. والله أعلم.

منقول من موقع: الإسلام سؤال وجواب.

تعليق الأخ ياسر نجار:  

ما المشكلة في الحديث؟؟!! يتوهمون إشكالات، أو يخترعون توهمات، ثم يريدون نسف الأحاديث، حرصا على مقام النبوة (زعموا).

تعليق الأخ أحمد الشويطي: 

أنا اعلم يقينا وبدون اطلاعي على الحديث وشرحه أن الحديث ليس فيه إشكال لثقتي أن علمائنا قد وضحوه وشرحوه، ولكن أحدهم يحدث ضجيجاً على الفيس بوك مشككاً بالبخاري.... والفيس اليوم صار منبر من لا منبر له.... والله المستعان.

ويقول إن في الحديث إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.

تعليق الأخ ياسر نجار:  

نعم أخي الأستاذ أحمد أعرف أن هؤلاء هم المقصودون.

وإياهم أعني، بارك الله بك.

تعليق الأخ أحمد الشويطي: 

وبكم بارك الله.... والمشكلة أن من ينشر ليس طالب علم، وأنا اعرفه..

‪تعليق الأخ حسن أبو زيد: ‬

السادة المشايخ: هل يمكن أن يكون بعض أزواج النبي عليه السلام قد أوهموها أنه عليه السلام يحب هذه الكلمة كي تُطلق منه؟!

أليس في هذا ظلم عظيم لها من قبلهن يستوجب عقوبة أو تعنيفاً، أو كلام استنكار لفعلهن على الأقل من الرسول عليه السلام؟ فحاشاه أن يقبل بالظلم أو أن يمرره

حقيقة مرت علي القصة سابقاً ولم أستطع الاقتناع بها إن مرت هكذا بدون إنكار للظلم، أو تصحيح له من الرسول عليه السلام، حبذا لو كان عند أحد الفضلاء شرح مقنع، وشكرا. 

تعليق الأخ ياسر نجار:  

سبب كلامها وتعوذها، غير مذكور في الصحيح.

والروايات الثلاث التي وردت في المقال:

إحداها: من طريق الواقدي.

والثانية: من طريق الكلبي الكذاب. 

والثالثة: على إرسالها، لا أستحضر القول فيها ويحتاج للنظر في سندها، وعلى كل فالظاهر أن قصة أن الزوجات الكريمات علمنها، لا يصح، والله أعلم.

وإنما هي امرأة متكبرة، أو مغفلة، وفي الحالين لا تصلح أن تكون من أمهات المؤمنين.

والحديث الصحيح لا شية فيه ولا إشكال فيه، بحمد الله.

تعليق الأخ حسن أبو زيد:  

شكرا أستاذ ياسر نجار .. نعم هكذا معقول ومقبول ولا إشكال فيه. 

تعليق الأخ مصطفى بيلوني: 

كيف يا شيخ ياسر لم يرد!! وقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن الإمام الأوزاعي قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِي أَي أَزْوَاجِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: (أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهَا: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ) .

تعليق الأخ حسن أبو زيد:  

يقصد الشيخ ياسر أن خبر تآمر زوجاته -عليه السلام- وتعليمها وتلقينها ذلك لم يرد في الصحيح. 

تعليق الدكتور علي زينو: 

سادتي العلماء: هل من شرح لهذا الحديث الذي نشره أحدهم مستدلاً به على أن صحيح البخاري فيه الكثير مما لا يقبله عقل.. ويعتبر أن هذا الحديث فيه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم....

طرح القضية بهذه الصورة التي نقلها اﻷخ مستفز للغاية!!

كيف ﻻ يقبلها عقل؟

ألم يعلم السائل أن عقول آﻻف العلماء قد قبلت هذا من قبل؟

أم إن السائل المنقول كلامه يعبد عقله، ويرى سائر الخلق مجانين؟

الحقيقة يا سادة: أن العقل المزعوم أصبح إلها يعبد من دون الله.

‪تعليق الأخ عبد الرحيم الطويل: ‬

حبذا لو اتهم بالجهل ﻻبالشرك والضلال.. ﻷن الذي يتخذ إلهه هواه مشرك ضال أضله الله على علم... 

وما دمنا لم نشقّ على قلبه فنرد عليه دون اتهامه بالشرك والضلال، والله أعلم.

تعليق الدكتور علي زينو: 

{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه...}

أفرأيت من اتخذ عقله هواه...

عموم ﻻ تخصيص فيه بحال، من قبلي أعني. 

تعليق الأخ حسن أبو زيد:  

والله يا إخواني: إن أعتى الطغاة لم يستطيعوا -بكل ظلمهم وجلاديهم وجلاوزتهم- محاربة الفكر، ولا إيقاف التفكير، فالفكرة لا يقاومها إلا الفكرة، والشبهة لا تُحل بالتكفير والتجهيل والاستعلاء على السائل.

بدل هذه الأساليب قوموا بتفكيك الشبهة، وردوا عليها ردا علميا منصفا بهدوء واتزان، أما إن كان المشتبه عليه فتّانا مغرضا فيكفي إهماله والترفع عن الهبوط لمستواه، والتفكير حقٌّ لكل أحد في كل وقت. وهذا حق حفظه الإسلام، بل حضَّ عليه أيضا، والتشدد والمنع والتهجم والتشنج والاتهام لا يولد إلا تطرفا مقابلاً.

تعليق الدكتور علي زينو: 

نعم...ولكن شتان بين الفكر والتفكير وطرح المسائل العلمية والإجابة على الإشكالات التي تثور في ذهنية طالب العلم، وبين الحمق والتفاهة المصحوبة بالتعالي والاستكبار من قبل المبتدعة والمنحرفين وأصحاب الأهواء، وإنزال دعاوى أولئكم الفارغة منزلة الإشكالات العلمية هو إعطاء قيمة لها، بل تعويم لها... 

سيدنا عمر لم يكن مستبداً ولا عاتياً عندما علا رأس صُبيغ بن عسل؛ كما روى الدّارميّ: قدم المدينة رجل يقال له صبيغ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه صبيغ، قال: وأنا عبد اللَّه عمر، فضربه حتى أدمى رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الّذي كنت أجده في رأسي .

تعليق الأخ ياسر نجار:  

جميلة جدا هذه العبارة: (حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي).

عمر رضي الله عنه وما أدراك ما عمر.

 

 والحمد لله رب العالمين

مجالس العلم

تنسيق: عبد الكريم خلف

مراجعة وتدقيق: الأستاذ الشيخ مجد مكي

تاريخ المناقشة: [12-13/8/2015م]

 


التعليقات