هل تجوز الزكاة على المديون؟

نص الاستشارة :

مشايخنا الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أنا شاب تزوجت قبل سنتين ولله الحمد، وقد تراكمت علي ديون تصل إلى أكثر من 25000 $ ويجب علي سدادها في أقل من سنتين علما أن راتبي الشهري لا يتجاوز 2000 $ يعني بالكاد يكفيني أمور المعيشة ومصاريف الأهل والبيت فهل يجوز لي أن آخذ من الزكاة لتسديد ديوني؟ وإن كان يجوز لي ذلك فتحت أي صنف من الأصناف الثمانية الذين تجوز عليهم الزكاة. وجزاكم الله خيرا.

الاجابة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالواجب على المكلّف أن يجتهد بأداء ما اقترض من أموال الناس تحقيقًا لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدّى الله عنه، ومن أخذها يُريد تلفها أتلفه الله عز وجل) [أخرجه البخاري] ولا ريب أنّ التوسّع في المعايش من الأمور التي يقدر المكلّف على فعلها، وكلٌّ يرى أنّ هناك من يُنفق أكثر منه، ومن يتوسّع أكثر من توسّعِه! إلاّ أن هذا لا يُعفيه من وجوب الاجتهاد في أداء دينِه من كدّه وعمله.
ومن المتّفق عليه بين الفقهاء أنّ الغارم الذي استحقّ دينُه ولا يملك ما يؤدّيه به فائضًا عن حاجاته الأساسيّة (لا التكميليّة ولا التحسينيّة) أنّه يجوز له أن يأخذ من أموال الزكاة ليؤدّي بها دينَهُ المستحقّ، ويدخل والحالة هذه في مسمّى (الغارمين).
لكنّهم اتّفقوا أيضًا أنّه لا يجوز له أن يأخذ من أموال الزكاة ما لم يجب عليه أداؤه من الديون، فكيف يأخذ ليؤدّي دينًا يجب عليه أداؤه بعد سنتين (أو خلالهما)! وقد يُيسّر الله بابًا من الرزق إن اجتهد في الطلب يُغنيه به عن أخذ فضلات أموال النّاس! فيستغني عن أخذ الصدقات، ويكون في هذا توسعة على غيره من الفقراء والمساكين والرقاب وغيرها من مصارف أموال الزكاة.
ففي الصورة التي سأل عنها السائل ليس له أن يأخذ من أموال الزكاة إلاّ ما حلّ أجلُهُ من الديون (أو الأقساط) وليس له أن يأخذ إلاّ ما عجز عن سداده بعد اقتصاده في معاشه! إذ أنّ المبلغ المذكور أنّه دخلٌ شهريّ له (2000 دولار) يزيد عن حاجة معظم أرباب العوائل المتوسّطة في أكثر الدول. نسأل الله أن يغنينا والسائل الكريم والقارئين من فضله. والله أعلم. 

لجنة الفتوى 
رابطة العلماء السوريين
28-12-1436هـ 


التعليقات