تخريج حديث (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)

نص الاستشارة :

أرجو تخريج الأحاديث الواردة في كتاب ... لمؤلفه ... وبيان درجتها مع ذكر المراجع ، ولاسيما الحديث الذي أورده صاحب الكتاب المذكور والذي فيه أن أنس بن مالك رضي الله عنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فما اسم هذا الرجل وما اسم الذي تبعه ليرى عبادته ، هل هو عبد الله بن عمر أو عبد الله بن عمرو؟

الاجابة

أولاً : إننا لم نطلع على الكتاب المشار إليه.

ثانياً : أن تخريج أحاديث أي كتاب كان (مما قد يشتمل على عشرات الأحاديث) أمر غير ممكن في مثل هذا الركن من المجلة كما لا يخفى.

ثالثاً : أن الذي نراه أن من يورد الأحاديث النبوية في كتاب أو رسالة أو خطبة أو موعظة ينبغي عليه أن يذكر تخريج تلك الأحاديث مع بيان درجتها ، لأن من المقطوع به أن بعض الأحاديث ضعيفة جداً أو موضوعة ، وهذه لا تجوز روايتها إلا مع بيان صريح بما قيل فيها ، كما لا يجوز العمل بمقتضاها حتى في فضائل الأعمال.

وأن إهمال البيان من قبل من يوردها يجعل القارئ أو السامع إما أن يأخذها كلها أو يهملها كلها أو يضطر إلى مراجعتها في كتب الحديث أو السؤال عنها من العلماء ، ولو خرَّجها الكتاب أو الخطيب أو الواعظ لزالت تلك المزالق والمتاعب عن قارئ تلك الأحاديث وعن سامعها.

رابعاً : روى الإمام أحمد بإسناد صحيح (على ماق الله العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين 3/12) أن أنس بن مالك رضي الله عنه روى ما خلاصته : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً : (يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة) قال أنس : فطلع رجل من الأنصار ، و كذلك حدث في اليوم الثاني واليوم الثالث ، فتبع ذلك الرجل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وبات عند الرجل ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئاً إلا لصلاة الفجر ، ولكنه إذا انقلب في فراشه ذكر الله تعالى فسأله عبد الله فيما إذا كانت له عبارات  أخرى يخفيها فقال : ما عندي إلا ما رأيت ، فأخبره عبد الله بما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل : ما هي إلا ما رأيت ، فلما أراد عبد الله الانصراف عنه قال له الرجل : إني لا أجد في نفسي غشاً ولا حقداً على أحد من المسلمين ، فقال له عبد الله : هي التي بلغت بك ، وهي التي لا تطيق ، أي إن هذه الخصلة هي التي أوصلتك هذه الدرجة وهي خصلة لا نطيقها نحن؟

أما اسم الأنصاري المذكور فلا نعرفه ، وقد أورد البزار هذه الواقعة وذكر أن اسمه (سعد) لكن في الإسناد شخصاً غير ثقة والله أعلم بالصواب.

عبد الكريم الدبان ، مجلة التربية الإسلامية ـ بغداد العدد 1 السنة 23 (1400-1980).


التعليقات