الآيات التي أوتيها موسى عليه السلام

نص الاستشارة :

يرجى توضيح ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي أوتيها موسى عليه السلام والتي وردت نصاً أنها تسع آيات.

الاجابة

في سورة الإسراء : [وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ] {الإسراء:101}  . وفي سورة النمل : [وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ] {النمل:10} .إلى أن قال : [وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ] {النمل:12} .

إن الله عزَّ وجل آتى موسى عليه السلام آيات كثيرة منذ ولادته ، ثم عند إرساله إلى فرعون وقومه ، ثم بعد خروجه مع بني إسرائيل إلى سيناء ، من ذلك أن الله تعالى أوحى إلى أمه أن تضمه في تابوت وتلقيه في النهر لتخلصه من القتل ، ومن ذلك تسخير الله للنهر ليدفعه بأمواجه إلى الساحل قرب منزل فرعون ، و إلقاء محبته في قلوبهم ، وتحريم المراضع عليه إلا أمه ، ثم بتأييده عند إرساله إلى فرعون بالعصا التي تنقلب ثعباناً وبيده التي تخرج بيضاء مع أن موسى كان أسمر اللون ، وبتأييده ببقية الآيات التسع التي سلطها الله على فرعون وقومه ، ثم بعد خروجه مع بني إسرائيل إلى سيناء بضربه الحجر بعصاه وانبثاق الماء من الحجر ، وبإنزال المن والسلوى وتظليل الغمام ورفع الطور.

تلك آيات كثيرة لكن الظاهر أن الآيات التسع هي ما أيد الله به موسى عليه السلام في مقابله ففرعون وقومه ، ومما يدل على ذلك قوله تعالى : [وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ] {الأعراف:130} . وقوله : [فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ] {الأعراف:133} .

فالآيات هي ـ على اصح الأقوال : العصا واليد ، وفلق البحر ، والسنين والطوفان والجراد ، والقمل والضفادع والدم، ذكر ابن كثير في تفسيره 3/66 أن ذلك قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة والشعبي وقتادة ، ثم قال ابن كثير : وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي اهـ.

أما هذه الآيات فبعضها مفسَّر في القرآن الكريم كالعصا واليد وانفلاق البحث حت اجتازه  موسى وبنو اسرائيل ، وبعضها واضح كالطوفان الذي جرف مزارعهم وقراهم ، والقحط بسبب الجدب ، ونضوب المياه وهذا هو المعبَّر عنه بالسنين ، وإرسال الجراد الكثير الذي أكل مزارعهم وقلَّل الثمر في اشجارهم ، وتكاثر الضفادع تكاثراً هائلاً حتى نغض عليهم معيشتهم وكاد يشل حركاتهم.

أما القمل فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه السوس الذي يكون في الحبوب وغيرها من الأقوات المخزونة فيأكلها حتى لا يكاد يبقى منها إلا القشور.

وأما الدم فقد يكون رعافاً من أنوفهم خاصة أو نزيفاً من مناطق أخرى في أجسامهم ، وقد نقل ابن كثير 2/242 عن ابن ابي حاتم أنه روى عن زيد بن اسلم بأن المقصود بالدم الرعاف ، وهناك روايات أخرى قد يكون بعضها صحيحاً وقد يكون بعضها من الاسرائيليات والله أعلم.

عبد الكريم الدبان ، مجلة التربية الإسلامية ـ بغداد العدد 1 السنة 23 (1400-1980).


التعليقات