هل أتى بشار بكفر بواح؟

نص الاستشارة :

 

قال أحد الإخوة: هل بشار الأسد أتى بكفر بواح؟ وإن أتى بكفر بواح فهل أقيمت عليه الحجة حتى يُكفـَّر؟ وإن أقيمت عليه الحجة ورفض التوبة فلماذا

تقولون بجواز الخروج عليه رغم أن الخروج عليه فيه مفسدة عظيمة أعظم من مفسدة بقائه؟. 

الاجابة

أقول: يبدو أن في نص السؤال خللا، ولعل مراد القائل هو أن يقول "وإن كان لم تـُقم عليه الحجة ولم يرفض التوبة فلماذا تقولون بجواز الخروج عليه رغم أن الخروج عليه فيه مفسدة عظيمة أعظم من مفسدة بقائه؟".

وأما جواب السؤال فهو أن نقول:

ـ بشار الأسد هنالك قرائن كثيرة من أقواله وأفعاله وأحواله تدل على أنه لا يؤمن بالله ورسله واليوم الآخِر، ويبدو أنه ـ لخبثه وشدة مكره ـ لا يبوح بالكفر.

ـ السبب المبيح لقتال الكافر ليس هو كونـَه كافرا، ولكن يُقاتل بسبب ظلمه وعدوانه وإجرامه.

قال الله جل وعلا في كتابه المبين بعد ذكر المنافقين: {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}، ثم قال تعالى {فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم، وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا}.

وقوله تعالى {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا} يفيد الحصر، كأنه يقول للمؤمنين: إن الإذن بقتال الكفار منحصر في حالة الذين لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فقط، وأما الذين اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا.

ـ جواز الخروج على بشار الأسد هو بسبب ظلمه وعدوانه وإجرامه، وسفكُه للدماء وانتهاكُه للحرمات أشهر من أن يُذكر، وليس الخروج عليه بسبب كفره، وإذا كان في الخروج عليه مفسدة عظيمة أعظم من مفسدة بقائه فهذه مسألة يقدرها الذين يكتوون بنار جرائمه وعدوانه، فهي مسألة الموازنة بين المصالح والمفاسد، والله أعلم. 


التعليقات