إحراق الأوراق البالية

نص الاستشارة :

 

 

عندنا مصحف أوراقه بالية فهل يجوز إحراقه؟ وهل الحكم كذلك فيما لو أردنا اتلاف دفاتر أو رسائل أو مسوَّدات فيها آيات من القرآن الكريم؟

الاجابة

نعم يجوز إحراقها، نقول هذا  مع العلم أنَّ بعض الفقهاء قالوا: لا يجوز الإحراق، بل يجب غسلها حتى تزول الكتابة، وقال بعضهم: يجب أن تدفن بعد لفها بخرقة طاهرة كما نصنع بالمسلم إذا مات، لكنا نرجح قول من قال بجواز الإحراق، وممن قال بهذا الإمام الحليمي كما نقله السيوطي في (الاتقان) وابن بطال كما نقله غير السيوطي.

 

ومن المعلوم أن آيات القرآن الكريم كانت تكتب في صحف مختلفة وعلى مواّد مختلفة، ولما تمَّت كتابة المصحف الإمام أحرقوا تلك الصحف وغسلوا مالا يمكن حرقه، ولما أرسلوا نسخاً من المصحف الامام إلى الأمصار الإسلامية أمروهم بحرق ما لديهم من الصحف وبالاقتصار على الأخذ من المصاحف التي أرسلت إليهم من المدينة المنورة، وذلك بأمر الخليفة عثمان وبموافقة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك دليل على جواز إحراق المصاحف الممزَّقة والكتب التي فيها آيات من القرآن أو فيها أسماء معظمة، وفي إحراقها صيانة لها عن التلوث بالأقذار وعن الوطء فيما لو دفنت ولا سيما في داخل البلد، والمشقة ظاهرة في تكليف الناس بالخروج خارج البلد لدفنها بعيداً عن موطئ الأقدام، وكثيراً ما قرأنا في تراجم العلماء من المحدثين وغيرهم أنهم كانوا يرمون في التنانير بمسوداتهم، وكذلك يفعل من بعدهم حتى هذا اليوم، والمسألة مذكورة في مصادر منها:

 

1 ـ عمدة القارى 20/18.

2 ـ الاتقان للسيوطي 2/172.

3 ـ رد المختار لابن عابدين 6/422.

4 ـ الفتاوى البزازية 6/380.

5 ـ الفتاوى الهندية 5/323.

6 ـ فتاوى ابن تيمية 1/304.

الشيخ عبد الكريم الدبان ـ مجلة التربية الإسلامية بغداد ـ العدد 7 من السنة 22: (1400-1979).


التعليقات