السؤال عن تخريج خمسة أحاديث

نص الاستشارة :

من أخرج الأحاديث الآتية ؟ والحديث الأول منها سمعنا بعض العلماء يذكره بلفظ: (إنما الأعمال بالنية) فهل ورد بهذا اللفظ أم باللفظ الآتي؟

1 ـ  إنَّما الأعمال بالنيات.

2 ـ النوم أخو الموت.

3 ـ ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

4 ـ مَنْ لا يرَحم الناس لا يرحمه الله.

5 ـ ما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن.

الاجابة

1 ـ حديث: (إنَّما الأعمال بالنيَّات) مِنْ أصحِّ الأحاديث، فقد وَرَدَ في الصحيحين، وكذلك رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ورواه الإمام أحمد والدار قطني والبيهقي وابن حبان وغيرهم.

 والوارد في رواية الصحيحين أربع صِيَغ، وهي: (إنما الأعمال بالنيات)، و(الأعمال بالنيَّة)، و(العمل بالنية)، و(إنما الأعمال بالنية).

ونقلوا عن القضاعي رواية خامسة، وهي: (الأعمال بالنيات).

 وعن ابن الجارود رواية سادسة، وهي: (إن الأعمال بالنية).

2 ـ حديث: (النوم أخو الموت). قال ابن كثير في تفسيره 4/147: رواه الطبراني وغيره قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنة؟ فقال: النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون.

3 ـ (ما زال جبريل يوصيني بالجار). حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم.

4 ـ حديث: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله). هذا الحديث صحيح، وهو من حيث المعنى متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ: (مَنْ لا يرحم لا يرحم)، وبلفظ: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس)، وأخرجه مسلم بلفظ: (مَنْ لا يرحم الناس لا يرحمه الله) (كما في السؤال).

وروى الطبراني: (من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء)، وفي رواية لأبي داود والترمذي: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَنْ الأرض يرحَمْكُم من في السماء، وأورد السيوطي في (الجامع الصغير) ما رواه الطبراني بلفظ: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).

5 ـ حديث: (ما رآه المسلمون حسناً...). الصحيح  أنه من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال الحصكفي في الدر المختار: المعروف وَقْفُه على ابن مسعود اهـ، فعلَّق عليه ابن عابدين في حاشيته 6/52، بأنَّ ابن حجر المكي قال في شرح الشمائل: إنَّه موضوع باتِّفاق الحفاظ: لكنَّ الدميري والنووي قالا: إنه ضعيف جداً اهـ.

وقال ابن القيم في (إعلام الموقعين) 1/65: ذكر الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (ما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحاً فهو عند الله قبيح)  اهـ.

والكلام المذكور هو من جملة ما استدلَّ به بعض العلماء على الأخذ بالعُرف والعادة في الأمور التي لا نَصَّ فيها.

الشيخ عبد الكريم الدبان ـ مجلة التربية الإسلامية بغداد ـ العدد 7 من السنة 22: (1400-1979)


التعليقات