حكم فتح حساب بالبنك التوفيريّ

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أعيش في ألمانيا وأعمل وأدفع آجار بيتي ١٠٠٠ يورو تقريبا في الشهر، وأريد شراء منزل ولذلك هناك خطوات يتراوح سعر المنزل من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ألف يورو، وهذا مبلغ ضخم جدا بإمكاني أن آخذ بيتا بالتقسيط..

أي مثلا يقولون لي عليك دفع ١٠٠٠ يورو شهريا لـ ١٠ سنوات، ثم يصبح البيت ملكا لي، والسعر النقدي للبيت لا أعرفه ولكن أعرف سعره تقسيطا فقط، وحتى أستطيع أن أحصل على هذا المنزل بالتقسيط يجب علي أن أقوم بشيء يسمى: (البنك التوفيري).

والبنك التوفيري هو أن اقوم يإيداع مبلغ ١٠٠ يورو لـ ٥ سنوات، حتى يصبح المبلغ ٦ آلاف يورو عند انتهاء الخمس سنين سوف يعطوني ١٢ ألف يورو وليس ٦ ويجب علي إعادة ال ٦ آلاف الأخرى أيضا بالتقسيط مع فائدة ١.٤ % يقومون بهذه العملية التي تستغرق ١٠ سنين حتى يقوموا باختباري أنني سوف أكون ملتزما، وأستطيع التوفير..

وهكذا عندما افتح الحساب التوفيري سوف يأتيني سنويا هدية من الدولة الألمانية ٧٥ يورو وكل شهر يدفع صاحب العمل لي أيضا ٢٦ يورو زيادة على راتبي فقط إذا قمت بفتح هذا الحساب التوفيري سوف أدفع فوائد بقيمة ١٤٠ يورو لكل هذه السنين وسوف يأتيني أكثر من ١٠٠٠ يورو المال الزائد أريد التبرع به أريد الحصول على الورقة فقط، وهدفي ليس المال، لا يوجد أي طريقة أخرى لهذه الورقة أو لشراء منزل. فهل هذه المعاملة حرام أم حلال، وهل هذا يعد ربا؟ شكرا جزيلا.

الاجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

زادك الله حرصًا على تتبّع أحكام الشرع ورغبة في كون معاملاتك شرعية ترضي الله تعالى ولا تسوؤك في الآخرة.

أمّا الربا فهو من العقود المحرّمة بلا نزاع بين المسلمين، سواء أكله الإنسان أو أطعمه، ولا يختلف الحكم وإن تجنّب الوقوع فيه حقيقة، بل الوقوع في الربا حكمًا بالتعاقد بعقد ربويّ لا يقلّ حرمة عن الوقوع فيه حقيقة، ولذا وجب اجتناب العقود الربوية خصوصا والمحرّمة عمومًا، ولا يختلف هذا الحكم في بلاد يغلب عليها التعامل بالربا أو بلادٍ يقلّ فيها التعامل بالربا، بل التعامل بالربا كلّه محرّم غير جائز شرعًا.

ومن المعلوم أنّ تملك البيت ليس ضرورة للإنسان، بل يسع الإنسان أن يعيش حياته مستأجرًا وهذا حال كثيرٍ من الناس في كلّ زمان، ولا يؤثّر ذلك في حياتهم، فلا عذر شرعًا في ارتكاب الحرام من أجل تملك البيت.

ومن المعلوم أنّ الإقامة في بلاد غير بلاد الإسلام فيها إشكالات فالأولى ألا يبحث المسلم عن الاستقرار والإقامة فيها، وشراء بيوت في تلك البلاد دليل على نيّة الإقامة والاستقرار.

وكون المبالغ المدفوعة كثيرة أو قليلة لا يغير من الأمر شيئا، فالربا ربا، قليله وكثيره سواء

 

والله أعلم


التعليقات