الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 الأصل في العلاقة بين الزوجين المودّة والرحمة، وحرص كلّ واحدٍ منهما على مصلحة الآخر، والرغبة في صلاح حاله، واستمرار الحياة الزوجية يبنى على التفاهم بين الزوجين، ومن أصول المحبة والمودّة أن يبذل كلّ واحدٍ منهم ما يقدر عليه لأجل استمرار هذه العلاقة.

ومن المعلوم أنّ من حسن الخلق برّ أهل الزوج وبرّ أهل الزوجة، ومن تحقّق علامات المودّة والرحمة بين الزوجين، أن يرضي كلّ واحد منهما الآخر في أهله وأصحابه، وألا يمنع كلّ واحدٍ منهم الآخر من صلتهم وزيارتهم والتواصل معهم، وألا يدفعه إلى عقوق والديه أو قطع رحمه.

ولذلك فإنّ تصرّف الزوجة بالغضب الشديد بسبب زيارة الأخ ليس تصرفًا شرعيًّا مقبولاً، مهما كان سببه، كما أنّ غضب المرأة ورفعها صوتها على زوجها ليس مقبولا، وتهديدها بعدم الرجوع للبيت ليس جائزًا شرعًا، وليس من خلق المرأة رفع الصوت أو ترك الأدب في وجود الزوج، كما أنّه ليس من أدب الزوج أن يرفع صوته أو يترك الأدب في وجود زوجته، فالعلاقة التي تبنى على الندّيّة لا تكون علاقة صحيحة ناجحة.

فالواجب عليك أن تعظها وتنصح لها وتبيّن لها الواجب عليها شرعًا، وأن تجتهد في شرح علاقة الإخوة ببعضهم وضرورة التزاور بينهم، وأن تبين لها أن هذا ليس على حساب الوقت أو الجهد المخصص لها، وأن هذه الزيارة لأخيك واجب شرعيّ عليك، فلعل هذا يهدّئ من غضبها.

والله أعلم.