أخشى أن أقع في الشذوذ والفاحشة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ، انا اتمنى ان اجد اجابة شافية لديكم ، الحمد لله انا فتاة ملتزمة واصلي واصوم واقرا القرآن يومياً واحافظ على صلواتي واخاف من الله ولكنني مصابة بشيء يدعى "اللا جنس" وهو عدم الانجذاب او الشعور بشهوة جنسية ولا ادري حقاً ان كنت مصابة به ولكنني اجد بعض اعراضه لدي حيث انني لدي نوع من المشاعر الرومانسية والعاطفية ولكن ليس الرغبات الجنسية ظننت بدايةً انني مصابة ببرود جنسي مع العلم انني لست متزوجة ولكنني اقرا دائما عن هذه الامور ولا ادري حكمها وما اثار شُبهتي في حرمة هذا الموضوع قول بعض الناس "ان اللا جنسي امر ليس للانسان اختيار فيه مثل المثلية الجنسية!" وهذا قولٌ باطل طبعاً لأن المثلية فاحشة عظيمة ومنكر عظيم ولكنني اريد حقاً ان اتوب من هذا الامر ولا اعرف كيف وبحثت عن حكم الاسلام فيه فلم اجد شيئاً والسبب ربما يكون الجهل بشأن هذا الامر لان هؤلاء الاشخاص يشكلون 1% من البشر اي انهم 76 مليون ،انا خائفة حقاً ان اتجه الى الفاحشة التي يسمونها "مثلية" بسبب عدم الرغبة في الجنس او رؤية انه بلا فائدة ويمكن العيش بدونه حيث ان هؤلاء الاشخاص يستطيعون فعل هذا الامر ولكنهم لا يرغبون به ولا اعلم ما حكم الدين في هذا الامر! ارجوكم ساعدوني اخاف ان يُحاسبني الله على هذا الامر وانا لا اعلم ان كان حراماً مع العلم انني احتلم وافكر في تلك الامور احياناً ولكنني لا اعلم ما نظرتي لهذا الامر اعتذر اذ انني شرحت الامر مطولاً ولكنني حقاً في حيرة وقلق وخوف لا اريد اغضاب ربي وفي نفس الوقت لا اعلم ان كان حلالاً ام حراماً واذا كان محرماً كيف اتوب منه؟ جزاكم الله خيراً

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الشهوة الجنسية غريزة أودعها الله في الإنسان سواء لدى الرجل أو المرأة، وقد وجَّهها الشرع الحنيف نحو المسار الصحيح لإشباعها الحلال، أي: بالزواج، وهو الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يتوجَّه إليه الشاب والفتاة. وهذه الشهوة هي من عوامل بقاء النوع الإنساني للتكاثر والتناسل.

وكون الشاب عزبا أو الفتاة عزباء فلا يجوز منهم تهييج شهوتهم أو إثارتها وإن كان ذلك بالقراءة حول هذه الأمور، بل إذا كان لديهم جموح في الرغبة فعليهم ضبطها بالصيام، وطلب الزواج وممارسة الرياضة وكفّ البصر والبعد عن مواطن الشهوات وإشغال النفس بما يفيد وينفع والابتعاد عما قد يثير شهواتهم عموما، والبعد عن الصحبة السيئة التي تذكره بالمعصية وتبعده عن الله تعالى.

ولا تلامين ما قبل الزواج بضعف رغبتك أو قلة شهوتك، وليس عليك تهييجها أو إثارتها بل على العكس عليك تجنب ذلك، أما إذا كنت متزوجة فيجب عليك تلبية رغبات زوجك لإعفافه وإعفاف نفسك.

ولا تقلقي بشأن خوفك من الميل نحو الشذوذ فيما بعد، فهذا لا يعدو أن يكون مرضًا نفسيا وشذوذا لا يصاب به إلا مختل الفطرة منكوسها. وعليك كثرة الالتجاء إلى الله تعالى بأن يحفظك من المعاصي وأن يثبتك على الإيمان، وأكثري من عمل الصالحات، والتقرب إليه بأنواع النوافل والعبادات. ونسأل الله لك التوفيق والهداية.


التعليقات