المراد بالأزواج المطهرة في الآية الكريمة

نص الاستشارة :

السلام عليكم انا شاب ملتزم والحمد لله ومنذ فترة قررت تعلم تفسير القرآن الكريم وبدأت أطلع على كتب وفيديوهات لأتفاجأ بتفسير قول الله عز وجل " ولهم فيها أزواج مطهرة "سورة البقرة. (قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: مطهرة من القذر والأذى. وقال مجاهد: من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد. وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمأثم.
وفي رواية عنه: لا حيض ولا كلف. وروي عن عطاء والحسن والضحاك وأبي صالح وعطية والسدي نحو ذلك).
وقيل بان فلانة زوج فلان.. 
وهذا صحيح والزوج الرجل أليس زوج فلانة، لقد قال الشيخ الشعراوي رحمه الله في فيديو له في تفسير القران بأن الرجل زوج المرأة والمرأة زوج الرجل كما أنه تطرق قليلا إلى أن المقصود بأزواج هو الزوج والزوجة ولكن كل المفسرين رحمهم الله فسروها غير ذلك.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في قرأنه الكريم ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) كلاهما زوج للاخر والآية ٢٥ في سورة البقرة كانت تخاطب المؤمنين ذكورا وإناثا، وأنهم جميعا سوف يتشابه عليهم الثمر ولهم الخلود جميعا فلماذا فُهم من" ولهم فيها أزواج مطهرة" بانها تختص الرجال و الأشياء المذكورة في التفسير هي نفسها موجودة عند الرجال عدا الحيض والمرأة تكره من زوجها كما يكره هو من الصفات.
لماذا فُسر التبشير على أنه للرجال (اقصد أزواج الدنيا وليس الحور العين) هل فهم النساء التفسير هكذا زمن النبي عليه الصلاة والسلام ولم يسألن عنه مع انهن سألن عن مسالة ذِكر الرجال في القرآن دون ذِكر النساء. آسف على الإطالة ولكني أردت أن أوضح لكم سؤالي. أرجو التوضيح منكم في مسألتي وجزاكم الله جزيل الشكر في الدنيا والآخرة . وأعتذر عن أي خطأ مني قد ورد. وشكرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الزوج في الأصل: اسم لما له قرين من جنسه يزاوجه ويثانيه. ويطلق أَيضًا، على الذكر والأنثى. والقرينة هي التي تعين المراد. فلا بد من البحث في السياق القرآني هل يرجح معنى دون معنى حتى نصير إلى معنى مخصص يدل عليه السياق.
وما ذكره عدد من المفسِّرين مما نقلتَه لا يمنع أن يكون من باب التفسير بجزء من المعنى أو بأحد المعاني الجائزة، لكن لا نحصر ما تدل عليه الآية بهذا التفسير فحسب. فإذا فسَّروا الأذى بالأذى الحسي، فلا يعني أن الأذى المعنوي من الغل والحقد والحسد والأخلاق الذميمة غير منفي فيما تتناوله الآية الكريمة. فإن لأهل الجنة زوجات مطهرة مما يستقذر من نساءَ الدنيا، كالحيض ودنس الطبع، كذلك فإنهم منزّهون عن الأذى المعنوي مثل سوءِ الخلق.
كما أنه يجب التنبيه إلى أن المفسِّر يجب أن يكون ضليعا في اللغة العربية حتى يفهم الآيات القرآنية على الوجه السائغ الصحيح، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فإذا جاء الخطاب القرآني مما يدل على أنه موجه للذكور فيمكن أن يكون ذلك من باب التغليب، فيشمل الذكور والإناث، وسنجد هذا كثيرا في كتاب الله الكريم، فلا يصحُّ أن نقول إن هذا النعيم على الأعمال الصالحة مختص بالذكور دون الإناث، أو أن هذا الوعيد بالنار والعذاب مختص بالذكور دون الإناث. والله أعلم.


التعليقات