إشكالية في فهم الصراط

نص الاستشارة :

السلام عليكم بارك الله فيكم وفي موقعكم عندي إشكال في مسالة الصراط والميزان لا افهمها انا قرأت ان السيئات والحسنات توزن يوم القيامة فمن كانت حسناته اكثر دخل الجنة ولا يدخل النار واذا عمل الشخص كبائر من سرقه أو ربا او منع الزكاة او قطع الرحم وحسناته اكثر من السيئات يعفو عن الكبائر ولا يعذب بها وايضا سمعت ان في الصراط قناطر تسال الملائكة العبد عن صلة الرحم والامانات والصلاة والصوم والزكاة والتوحيد والطهارة والمظالم والحج اذا كانت الصلاة كامله وتامه ينقل الي القنطرة الأخرى فاذا كانت غير تامه سقط من علي الصراط معني ذلك ان اي تقصير في صوم يوم او امانه حتي لو رد السلام يسقط في جهنم أو تقصير في صلاة واحده او تقصير في الزكاة يسقط في النار ارجو التوضيح لأنها مسألة مرعبه جدا وشكرا لكم

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

إحسان العمل واجب، ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره، فلا يجوز أن يعمل الإنسان مثقال ذرّة من الشر، ومن تاب تاب الله عليه، وهذه هي الذنوب التي يغفرها الله ويسقطها عن المكلف، ومن يسقط في النار ممن وقع في فعل حرام لم يتب منه فإنّ الله تعالى يعذّبه بقدره في النار، وليس معنى السقوط في النار من الصراط أنّه خلود في جهنم والعياذ بالله تعالى، بل هو سقوط ليعذّب بقدر معاصيه.

وعلى هذا فلا تعارض بين أنّه يعذّب وبين أنّ الله تعالى يغفرها له، وذلك لأنّ كلّ ذنب أو معصية لله تعالى فيستحقّ فاعله الخلود في النار، ولولا رحمة الله تعالى وأنّه لا يؤاخذ الناس بذنوبهم لكان كلّ الناس خالدون مخلّدون في نار جهنّم والعياذ بالله تعالى، لكنّ رحمة الله وسعت كلّ شيء، فيكتبها الله للمؤمنين المتّقين المحسنين، ويختصّهم بإخراجهم من العذاب المقيم ليكونوا في نعيم الجنة وبحبوحتها مع وقوعهم في المعصية في الدنيا

ولا شكّ أنّ عذاب الآخرة كلّه شديد، ولحظة منه تذهب كل نعيم الدنيا ولذائذها، فلذا يهوّل العلماء من هذا العذاب وإن لم يكن مقيمًا، ويبيّون عظمة ما فيه ترهيبا للعباد من الوقوع في أصل المعصية.

والله أعلم.

والله أعلم. 


التعليقات