مسؤولية الطبيب في الخطأ الطبي

نص الاستشارة :

أعمل طبيب رعاية مركزة وفى عملى كثيرا ما نقوم بإجراء يسمى تركيب قسطرة وريدية مركزية central venous line ومن أشهر مضاعفاتها حدوث استرواح هوائى pneumothorax على إثره يدخل الهواء حول الرئة مسببا انضغاطها مؤديا لنقصان حاد بنسبة الأكسجين بالجسم وعلاج هذا أن يتم تركيب أنبوبة صدرية chest tube تقوم بإخراج هذا الهواء لتستعيد الرئة حجمها وتقوم بوظيفتها لترتفع نسبة الأكسجين مرة أخرى ما حدث أن استقبلت مريض سرطان بالكبد يعانى من جفاف شديد بالجسم ومصابا بالكورونا وفى حالة متأخرة جدا وأظهرت التحاليل وجود اختلال حاد بتوازن الغازات فى الدم مسببة حموضة شديدة بالدم ووجود عدوى بكتيرية شديدة إضافة لتأخر حالته نتيجة الكورونا والتى تستدعى استخدام جهاز تنفس مساعد يسمى BiPAP -ابتداءا- تمهيدا لاستخدام جهاز التنفس الاصطناعى وحالته العامة تستلزم أن أقوم بهذا الإجراء المذكور بالأعلى قمت بذلك ، ولكن للأسف حدثت هذه المضاعفة ولكن تم تركيب الأنبوبة الصدرية وارتفعت نسبة الأكسجين واستقرت مرة أخرى يشاء الله أن يتوفى المريض صباح اليوم التالى، فهل هذا يعد من القتل الخطأ أو أكون بهذا تسببت فى وفاته .. هل على إثم أو كفارة؟

الاجابة

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحكم في المسؤولية الطبيّة من الأمور التي تستدعي استشارة الأطباء الاختصاصيين لمعرفة تفاصيل الحالة ومقدار التعدي إن وجد، وتحدد مسؤولية الطبيب بناء على ذلك
ولا يمكن الحكم مجردا على الوقائع، فلكل حالة خصوصيتها كما تعلمون.
والأصل أن المتسبب في أمر لا يتحمل مسؤولية ما يقع به إلا إن تعدّى أو قصّر في أخذ الأسباب والاحتياطات اللازمة لتجنب الوقوع في الجناية أو الخطأ.
وبناء على ما ذكرته في سؤالك لا يظهر التعدي ولا التقصير فيما فعلته، فإن لم يكن ثمة تعدّ ولا تقصير تضاءلت المسؤولية الجنائية، وقد تنعدم تماما.
والاحتياط في الحالات التي يشكّ فيها الإنسان بمسؤوليته أن يجتهد في الأخذ بالأسباب والأعمال والتحرزات التي تمنع حدوث هذا الأمر مرة ثانية، فيقطع دابر الشيطان بالوسوسة بالمسؤوليّة، وهواجس المسؤوليّة تكون صعبة عادة، ولا بأس أن يكفر احتياطا إن كان قادرًا بصوم شهرين متتابعين، لكن لا تلزمه الكفارة ما لم يتيقن حدوث الأمر بسببه.
والله أعلم


التعليقات