هل زواجي صحيح بعد الردَّة؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم... أنا امرأة تزوجت على مذهب أبي حنيفة بدون ولي، وذلك بسبب ظروف معينة، مع العلم أن أبي موافق وغير معترض. واستفتيت الإفتاء في بلدي فقالوا: زواجي صحيح.

ولكن سؤالي أنه خرجت من فمي كلمة أظنها كفراً وندمت وبكيت بشدة واستغفرت الله ونطقت الشهادتين، ولكني تحرجت من إخبار زوجي، فهل أبقى زوجة له بعد توبتي تقليدا للشافعي؟ أم لا بد من تجديد عقد النكاح كما هو واجب عند الأحناف في حال الردة، مع العلم أني متحرجة جدا من إخبار زوجي.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله
الكفر باللفظ ينبغي أن يكون مقترنا بالاعتقاد بالقلب لتتحقق الردّة، إلا إن كان اللفظ كفرا بواحا كسبّ الله تعالى أو النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو الانتقاص منه أو من دين الإسلام أو إنكار معلوم من الدين بالضرورة ونحو هذه الأمور، فإن كان ما تلفظت به شيئا منها فهو ردّة يجب بعدها التوبة ونطق الشهادتين والإكثار من الاستغفار.

أمّا انعقاد العقد على مذهب أبي حنيفة ففيه إشكال شرعيّ، ولا ينبغي للمرأة أن تقبل بمثل هذا العقد، فالأبضاع والأعراض مما ينبغي للمرأة أن تشدد في تسليمها وإباحتها إلا بأتمّ وأكمل ما تقع به الإباحة، لا بقول واحد من الفقهاء في قوله إشكال ولم يُسلّم بقوله حتى الأئمة في مذهبه.

والكفر بالله تعالى والردة توجب انفساخ العقد فورا عند الحنفية، فالعقد الذي صححه الإمام أبو حنيفة يبطله هو نفسه في هذه الحالة، فلا يكون منعقدا.

والتلفيق بين المذاهب في مثل هذه المسائل يوقع المكلف في الإثم الشديد والحرام على قول جميعهم فزواجك الآن غير صحيح على قول الشافعية لعدم الولي، وزواجك غير صحيح على قول الحنفية للردّة إن تحققت كما ذكرت، فلا بد من تجديد العقد على مذهب جماهير العلماء بتولي الولي أو وكيله لطرف العقد عن المرأة.

والله أعلم


التعليقات