هل أردّ مطلّقتي من أجل ابني؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد، فضيلة الشيخ أرجو مساعدتي في موضوع أني طلقت زوجتي بعد مشاكل، ولديّ ولد منها، ثم تعرّفت على امرأة أخرى، وتحدّثت معها لأتزوّجها، ثمّ تابت زوجتي السابقة وتريد أن ترجع إليّ، وهي على استعداد لإصلاح كلّ شيء؟ ولا أرغب بردّ زوجتي السابقة بسبب هذة المرأة الجديده التي تعرّفت عليها، وقد رفض والدها إرجاعها قبل مدّة، فهل آثم على صدّ زوجتي الآن؟

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

شكر الله لك حرصك على تحرّي الأتقى لله تعالى، والحرص على فعل الأتقى لله عزّ وجلّ، فهذا ما يجب على المسلم أن يفعله إبراء لذمّته في الآخرة.

ولحرصك على فعل ما تنجو به في الآخرة ننبّهك إلى أمور

أولا: إنّ تقوى الله تعالى تقتضي أن تتعامل بالحسنى مع زوجتك، وأن تحسن إليها، وأن تعاشرها بالمعروف وإن كرهتها، وأن تعفو عنها إذا أساءت إليك.

ثانيًا: إنّ كلامك مع المرأة الأخرى التي تعرّفت عليها مما لا يجوز شرعًا، والأصل في المسلم ألا يتكلّم مع النساء الأجنبيات اللاتي يحلّ له الزواج بهنّ، بل طريقة الزواج أن يسأل عنها محارمه وأقاربه وأن يطلبها من أبيها أو وليّها، ثم إذا عقد عليها حلّ له أن يخلو بها وأن يتحدّث معها بشأن الزواج، وكثيرٌ من مشاكل البيوت تحدث لأنّ الزوج يتكلّم مع امرأة أو الزوجة تتكلّم مع رجلٍ فتظنّ كماله وحسنه، وكلاهما لا يعلمان أنّ ما يظهر منهما في هذه الفترة ما هو إلا أحسن ما عندهما، وهو لا يمثّل حقيقتهما أبدا.

ثالثًا: إنّ حرصك على ولدك وتربيته ينبغي أن يغلب شهوتك وحرصك على راحة بالك، والحرص على تربية ابنك يجب أن تكون مرجّحة لإرجاعك زوجتك ليعيش الولد بين أبوين يربّيانه على الأخلاق والإيمان بالله تعالى.

رابعًا: إن كان طلاقك طلاقًا بائنًا بينونة كبرى فلا يجوز لك أن تراجع زوجتك أصلا، وإن كان بائنا بينونة صغرى فيجوز أن تعقد عليها عقدا جديدا تامّ الأركان والشروط إن انتهت العدّة، وإن كان طلاقك رجعيًا والعدّة ما تزال قائمة فيجوز لك أن تراجع زوجتك بالقول أو بالفعل.

واحرص على طاعة الله يوفقك لكل خير ويحفظ لك ولدك من كل سوء

وابتعد عمّا يريبك، ولا تقع في الشبهات فتقع في الحرام، وإيّاك والإثم الذي يحوك في صدرك وتخشى أن يطّلع عليه الناس.

والله أعلم


التعليقات