التجارة بفوائد البنوك

نص الاستشارة :

لدى مبلغ ربوى من البنك أريد التخلص منه ولاكن امامى فرصة للأتجار به فى البورصة لمضاعفته ثم أخراجه فى منفعة المسلمين مضاعف اى يعنى التخلص منه بمنفعة أكبر لناس ما حكم الدين فى تشغيل مال الربا فى تجارة حلال ثم اخذ اصل المال و أرباحه و التخلص منه فى منفعة المسلمين ؟ علماّّ انه لن يعود على منفعتى شيئا َََ منه سوء تجربة أستخدامه فى التجارة فقط

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ التخلّص من المال الحرام واجب إن لم يمكن للمرء أن يردّه إلى صاحبه، ويكون التخلّص بإنفاقه في وجوه الخير لمن لا يعرف أنه من حرام.

ولا يجوز أن يبقيه الإنسان في ملكه، فإنّه قذر الأموال، يلوّث غيره، وبقاؤه في ذمّه المسلم يضرّه، والواجب أن يعجّل التخلّص منه.

وهذه الطريقة التي ذكرتها قد تعلّقك بالمال أكثر، وقد ترغّبك بالحرام أكثر، فيكون في ذلك مضرّة كبيرة، وتزيد الحرام حراما بدل أن تتخلّص منه، وهذا من مداخل الشيطان الذي يقول لك تاجر بالمال الحرام لتزيد ما تنفقه في حاجات المسلمين، وأن هذا أنفع للمسلمين، ولكنّ (الله تعالى طيّب لا يقبل إلا طيّبًا)، (ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) وأيّ خبيث أخبث من الحرام؛ والعياذ بالله؟!

كما أنّ الاستثمار في البورصات لا يخلو من حرمة عادة، والتعامل معهم حرام في ذاته، فإنّ البورصات وأسواق المال كلّها قائمة على أسس غير شرعيّة، وكثير من معاملاتها يدخلها الربا والغرر والجهالة والغبن وغيرها من موجبات التحريم؛ فلا يجوز التعامل فيها أصلا.

فعليك أن تسرع بالتخلّص من هذا المال وأنفق طيّبًا في مصالح المسلمين ومنفعتهم، واتّجر بمال طيّب يؤتك الله ثمرته وربحه مضاعفا إن شاء الله، وتاجر بتجارة لا شبهة فيها ولا حرمة

والله يعوّضك خيرًا

والله أعلم.


التعليقات