حكم استصلاح الكواكب

نص الاستشارة :

حكم مايسمى استصلاح الكواكب وجعلها صالحة للحياة حيث يزعمون امكانية صنع غلاف جوي اصطناعي و كذلك تحويل تربتها لخصبة يمكن الزرع فيها وايضا ايجاد اكسجين فيها فهل هذا ممكن و هل يمكن وجود كواكب صالحة للبشر ام ان الارض هو الكوكب الوحيد للبشر ولن يتغير سكناهم فيه ابدا

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أما بعد

فإنّ الله تعالى خلقنا في هذا الكون، وأمرنا بالسير فيه والنظر كيف بدأ الخلق، وأعلمنا أنه سبحانه جعله مسخّرًا لنا، وطلب منّا عمارة الأرض.

وليس في الشريعة ما يمنع من الذهاب إلى الكواكب واستصلاحها، وإن أمكن ذلك فلا تمنع منه الشريعة

وأولى منه عمارة هذه الأرض، وعدم تخريبها بالمخترعات الكيميائية والغازات السامة التي تؤثر في البيئة وتخرّب طبقة الأوزون وتفسد الأرض

إنّ العالم الصناعيّ اليوم الذي يزعم أنّه يريد استصلاح الفضاء والكواكب هو نفسه الذي يخرّب الأرض الصالحة التي أكرمه الله بها، وجعلها كلّها نافعة له صالحة للحياة، وقدّر فيها أقواتها، وجعل فيها توازنا بين الكائنات الموجودة فيها، وجعلها تسير على نمطٍ موزون، وأنشأها وفق سننٍ ثابتة ودوراتٍ مستقرّة تؤدّي لانتفاع بعضها ببعضٍ، فتحافظ على نفسها بما قدّره الله فيها، فكيف يزعم هذا الإنسان الذي اشتغل بالصناعة فراعى الجانب الماديّ وأفسد في الأرض أيما إفساد أنّه يريد إصلاح الكواكب التي لم يقدّر الله تعالى صلاحها ابتداء لحياة البشر؟

ولا يجوز صرف الأموال وتبذيرها في هذا الأمر، وترك الفقراء على هذه الأرض يزدادون فقرا.

والخلاصة أنّ الإسلام يحثّ على البحوث العلمية، ويوجب النظر في الكون، ويوجب إصلاح الكون بما يقدر عليه الإنسان، وهو يوجب قبل هذا إصلاح الأرض وعدم إفسادها، ويوجب الحفاظ على الموارد وعدم تبذيرها.

والله أعلم.


التعليقات