الترفيه عن الزوجة والأبناء

قسم عام

نص الاستشارة :

اعتدت في بيت والدي على خروج الأسرة للتنزه مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، وبعد الزواج تخيلت أن هذا ما سيحدث، ولكن زوجي يرفض ذلك، ومهما تكلمت معه يرفض نزولنا ولو مرة كل شهر، ويرى أن من الكافي أن نذهب إلى المصيف مرة كل سنة، وأنا أرى أن أطفالنا يجب أن يروا أماكن أخرى غير بيتي وبيت والدي، ويحتاجون لضوء الشمس والهواء النقي واللعب في الأماكن المفتوحة، وقلة الخروج للتنزه تشعرني بضيق شديد، ولكنه لا يستطيع أن يتفهم ذلك ويرفض خروجنا ويتحجج بخوفه علينا أحيانًا وبشعوره بالتعب أحيانًا أخرى، وبعدم حبه للمكان الذي نريد زيارته (مثل حديقة الحيوان التي يحبها ابني كثيرًا). عرضت عليه أن أنزل بهم وحدي فرفض خوفًا علينا، وعرض والدي أن يأخذنا فرفض لأنه لا يحب أن يكون له بديل أو لأنه لا يشعر بأن ما نريد فعله مهم أو ممتع فعلا. ما رأي الدين في هذا؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

التنزّه والترفّه ممّا أباحته الشريعة، وهو من الأمور التي تعين الإنسان على العمل والإنجاز، ولذلك فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (ساعة وساعة)، والمقصود بالحديث أن يتعبّد الإنسان الله ساعة ويرتقي في الذكر والفكر، ويروّح عن نفسه ساعةً أخرى، بأن يعيش لدنياه ويعمل فيها بما يرضي الله تعالى.

ويُقيّد ذلك بعدم الإسراف والتبذير، وعدم ارتكاب معصية في هذا الترفيه وعدم إغضاب الوالدين أو الزوج لأجله، وألا يغلب على الوقت، بأن ينتقل الإنسان من ترفيه إلى ترفيه، فهذا يجعل الترفّه محرّمًا

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون على الأقدام، والنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرهم عليه، وقد رووا أنّ عليًّا كرم الله وجهه كان عدّاءً سريع العدو.

وكان النبيّ نفسه صلوات الله عليه يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها مباسطة لها، وتطييبا لنفسها، وتعليما لأصحابه.

قالت عائشة: سابقني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسبقته، فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم (أي سمنت) سابقني فسبقني، فقال: "هذه بتلك" يشير إلى المرة الأولى

وفعل زوجك ومنعكم من الترفّه إلاّ مرّة واحدةً في السنة ليس شرعيًّا، لكن نوصيك بالصبر، والاجتهاد أن تذهبي مع غيره إن كان ذلك ممكنا ورضي به، وأن تسلّي أولادك بما ينفعهم ويصلح حالهم، ويمكن أن تريهم مقاطع مصوّرة عن هذه الحيوانات التي يحبونها.

ونوصيك بالدعاء أن يصلح الله حاله وأن يفرّج الله عنك.

والله أعلم