طلقني ولا أحبه، فهل أرجع له؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

تزوجت برجل لا أحبه و هو لا يحبني كانت دائما مشاكل بين زوجي وأهله أنجبت بنتا ولكن كل يوم يزيد كرهي لزوجي بسبب أفعاله، صبرت ولكن لم أعد أتحمل، تطلقت، وأنا الحمدلله ارتحت. نفسيتي ارتاحت أنا حاليا في مرحله العدة، وطليقي يريد أن نرجع معا، ولكنني لا أريد لأنني أكرهه كرها شديدًا ولم أعد أتحمل وجوده في حياتي.

أريد أن أعرف هل هذا خطأ؟ ما أفعل؟ هل عليّ إثم لأنني لا أريد أن أرجع معه؟ كل الناس قالوا لي إنّ هذا حرام لأنني أحرم الأب من ابنته؟ 

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الزواج لا يبنى على الحبّ فقط ومراعاة احتياجات الأولاد ومصالحهم يجب أن تعطى لها أولوية في حياة الزوجين

وكان الأولى الحرص على استمرار الزواج وعدم الطلاق أصلا

ولكن بما أنّ الطلاق وقع فلا بأس أن تفكري وتختاري ما الأصلح لك وما الأصلح لابنتك، فإن وجدت أن الحياة مع الزوج مستحيلة وقد تكون نتائجها من المشاكل أكبر من نتيجة البعد عنه فلا بأس ألا ترجعي إليه وليس في ذلك إثم، فبعد أن طلّقك ووقع الطلاق وصرتِ في العدة فلا إثم عليك إن لم تقبلي أن يتزوجك من جديد.

وننبّه هنا إلى أنّ الطلاق إن كان رجعيا فله الحقّ في إرجاعك ما دمت في العدة دون عقد جديد ودون مهر جديد ودون شهود ودون وليّ، والطلقة الرجعية لا تنهي الزوجية إلا بعد انتهاء العدّة، فله الحقّ أن يراجعك وليس لك الخيار في الرجعة أصلا، وذلك من رحمة الإسلام بالمرأة، حيث لم يترك لها خيار إنهاء حياتها لتلوم نفسها ولتلقي الإثم عن عاتقها وتضعه في عاتق الزوج المطلّق، ولئلاّ تحمل جريرة الطلاق وتبعاته من نفقة على الأولاد وانشغال بتربيتهم وبعدٍ عن الزواج.

أما إن كان الطلاق بائنا بينونة صغرى كأن يكون طلاقًا عند قاضٍ أو طلاقا في مقابل ما، فيقع بائنا ولا يجوز له أن يرجعك إلى عصمته إلا بعقد جديد وولي ومهر وشهود، وفي هذه الحالة لك الخيار أن تقبلي أو ترفضي ويكون حاله كحال أيّ رجل يتقدّم لخطبتك، فلك الحقّ أن توافقي أو لا تقبلي بالزواج منه.

وإن كان الطلاق بائنا بينونة كبرى فليس لك الخيار بالرجوع له، وليس له الخيار أن يعقد عليك أصلا حتى تتزوّجي رجلا آخر ثمّ يطلّقك فيجوز لك أن تتزوّجي الأوّل من جديد.

ونحن ننصحك أن تراجعي نفسك وتدرسي حاله، وتجتهدي أن تصلحي نفسك، فلعلّ شمل الأسرة يلتمّ، ولعلّ الحياة تعود إلى طبيعتها والمياه إلى مجاريها رأفة بهذه البنت أن تعيش بلا أبٍ يحنو عليها ويغار ويربيها ويهتمّ بها..

والله أعلم


التعليقات