عهد الله تعالى

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة كنت أمارس العادة السريّة، وقمت بالحلف على المصحف ووعدت الله أن لن أقوم بهذه العادة مرّة أخرى (اللهم إني أعاهدك أن لا أقوم بهذه العادة مرة أخرى) ولكن قمت بفعلها مرة أخرى وقد أخرجت كفارة حنث اليمين وبعدها بشهور وقعت في المعصية من جديد، هل سقط عنّي اليمين الأول أم يتوجّب عليّ بعد كلّ معصيةٍ تكفيرٌ عن حنث اليمين

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

عهد الله تعالى أعظم من اليمين وأشدّ توثيقًا منه ولذلك ذهب بعض الفقهاء إلى أنه في مرتبة فوق الأيمان المعتادة لعظيم عقدِه مع الله تعالى، فهو أعظمُ من الأيمان تعقيدا، وفيه يستحضر القلب الارتباط بالله تعالى وأهمية ما يفعله عند نطقه بكلمة العهد مع الله تعالى، وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود وأمر بالوفاء بعهد الله إذا عاهدناه فقال سبحانه: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً)، فلا يجوز الإخلال بالعهد ولا التقصير في تنفيذه، فما عاهدت الله تعالى عليه فهو في أشدّ مراتب التوثيق، وقد حذّر الله تعالى من نقض العهد معه، فقال: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)، وقال سبحانه: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)، وقال سبحانه: .

ومن فعل ما عاهد الله عليه فلا كفارة له على قول بعض العلماء إلا الاستغفار والتوبة النصوح لعظم المعصية، وذهب كثير من العلماء إلى وجوب الكفارة، فهو كاليمين من حيث كونه عقدا للقلب مع الله تعالى، فعليك بكفارة اليمين إذا وقعت في هذه المعصية، وعهد الله لا ينتهي وإن انحلّ اليمين ولم يبق موجبا للكفارة، فقد عاهدت الله ألا تعودي مدّة حياتك فلا تعودي إلى مثل هذا أبدا

والله أعلم


التعليقات