إعانة مقارعي الظالمين من الخارج

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة اللّه بحثت في كثير من كلام العلماء عن حكم الجـ.ـهاد في سوريا فوجدت أعدل مافهمت من الأقوال أنه حق في سوريا غير أن المصلحة تجعل منه غير عينيا ذلك أنهم مُكتفون في عدد المــ.ـجاهــ.ـدين ثم يكون عبئا عليهم من حيث جَهَازه فقلت الصواب سؤال المعاينين للحوادث إن كانت المصلحة في النفير. كذالك أسألكم ماذا لو أبى الانسان إلا أن يحب لنفسه فضل الجــ.ــهاد فيأتي بلادكم فهل يأثم إذا كانت المصلحة تقتضي عدم قدومه

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

شكر الله لك غيرتك على انتهاك محارمه في بلاد الشام وحرصك على نصرة إخوانك من القائمين بجهدهم وإمكاناتهم في مقارعة الظالمين، ونسأل الله أن يتقبّل منك نيّتنك وييسّر لك أمرك

أما ما سألت عنه فنقول: دفع المجرمين في سوريا حقّ، فهي معركة بين حقّ وباطل، بين كفر وإيمان، بين ظلم وعدل، بين استعلاء في الأرض وسعي لإعطاء الحقوق لأهلها، وهو واجب على جميع المسلمين، لكنّ مفهوم الجـ.ـهـ.ـاد في الشريعة ليس بالبدن فحسب! بل هو واجب بالمال والكلمة والفكرة والمعلومة كل بقدر استطاعته ووسعه، ولا يجوز لأحد أن يتخلّى عن دوره في هذه المعركة الفاصلة من معارك الإيمان في العالم اليوم

والمصلحة في عدم قدوم المـ.ـقاتـ.ـلين من خارج بلادنا لعدد من الأمور من أبرزها: 

أنّ دول العالم تستغل وجود المقاتلين غير السوريين لتروّج أنّ المعركة في سوريا بين النظام الظالم والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود

أنّ كثيرًا ممن يأتي لا يعرف أحوال أهل البلاد وطوائفهم وأديانهم فيقع في حبائل المزوّرين الذين يغرّرون به، ويدفعونه لقتال المسلمين من حيث لا يعلم

أنّ الشخص الذي يأتي يفتقر إلى عدّته وتجهيزه فيكون عبئا على غيره من أهل تلك البلاد في كثير من مراحل قدومه وعمله، وقد يكون معوقا لهم عن مقارعة العدوّ

 

وعليه فإنّ القدوم محرّم في هذه الظروف، ولا يجوز لأنّ فيه أذىً للمستضعفين، والواجب أن يعاونهم الإنسان بمالِه وبما يستطيعُه في هذه الظروف

والله أعلم


التعليقات