الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

يقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش البذيء)، ويقول صلّى الله عليه وآله وسلّم: (المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده)، وقد حذّر سيّدنا معاذًا رضي الله عنه وأمره أن يمسك عليه لسانه قائلا: (ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟)، ففي هذه النصوص وغيرها كثير في الشريعة دلالة واضحة على ضرورة ضبط النفس، وعدم ردّ العدوان بمثله بين المسلمين، وحُمِلَ قولُه تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) على حالة القتال بين المسلمين وغيرهم، لا على مطلق العلاقة بين الناس، فلا يجوز ردّ العدوان بعدوان مثله إلا في حالات محدودة، وهو ما يفيده قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم المشهور: (لا ضرر ولا ضرار) فلا يجوز ابتداء الضرر ولا ردّه بمثله في الأذى، وإن كان المضرّ لغيره آثمًا لكن لا يردّ فعله بمثله في الضرر ولا بأشدّ منه.

وإذا احتسب المؤمن ذلك عند الله تعالى عوّضه الله تعالى خيرا في دنياه وآخرته: (وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم؟) والله تعالى أعلم