الانتحار بسبب قلّة المال

نص الاستشارة :

أمي تريد الانتحار بسبب أحوالنا المادية ومشاكل نفسية وضغوط. تقول إنها إذا فعلت هذا سنذهب ونعيش مع جددتنا بأموال التأمين، فما حكم هذا الفعل؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

يقول الله تعالى: (ومن يتّق الله يرزقه من حيث لا يحتسب) والمرء يُبتلى بقلّة المال في يده ليعرف الله صبره، ويُبتلى بكثرة المال ليعرف الله تعالى شكره، والشكر أصعب من الصبر؛ لكن ليس لأحد أن يعترض على الامتحان الذي يمتحنه الله تعالى إيّاه في هذه الدنيا

وقد أودع الله تعالى النفس أمانة عند المكلّف، فلا يجوز له أن يتصرّف فيها إلا وفق مراد الله تعالى وشرعه، وقد حرّم الله تعالى الاعتداء على النفس بإزهاقها سواء أكانت نفس الإنسان أو نفس غيره، فلا يجوز له قتل نفسه كما لا يجوز له قتل غيره.

والسعي لكفاية العيال لا يكون بقتل النفس، بل هذا من أبواب الكسب غير الجائز، وعليها العمل والجدّ والاجتهاد لكفاية نفسها وغيرها

فلا يجوز مثل هذا التفكير، ولا يجوز هذا الفعل، وهو من سوء الظنّ بالله تعالىن وعقوبته الخلود في نار جهنّم كما أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والعياذ بالله تعالى، فقاتل نفسه آثم أشدّ أنواع الإثم، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون!

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة)، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يتوجّأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سمّاً فقتل نفسه، فهو في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار) فمن قتل نفسه كانت عقوبته من جنس ما قتل به نفسه! والعياذ بالله تعالى ونسأله السلامة، فحذار ثمّ حذار أن تفرّ أمّك من ضيق الدنيا إلى ضيق الآخرة وعذابها، وأن تخشى تعب الدنيا فتقع في خزي الآخرة، ولتتقّ الله تعالى فيكم وفي نفسها يرزقها الله تعالى من حيث لا تحتسب

والله تعالى أعلم


التعليقات