الغزو أم الفتح الإسلاميّ؟

نص الاستشارة :

هل يعد توسع رقعة الخلافة الإسلامية فتحا اسلاميا أو غزوا اسلاميا وهل كان المسلمون يبيحون المناطق المفتوحة أيما إباحة ولماذا

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد

وأرسل نبيّنا رحمة للعالمين فكان أصحابه ورثته في تلك الرحمة وتعاقبت الأجيال على توارث الرحمة ونشرها في العالمين

ومهمّة أهل الرحمة ألا يدعوا أحدا يتعرّض لظلم حكامه أو يظلم نفسه دون أن نرشده إلى الصواب

فكان الفتح الإسلاميّ للبلاد التي كان يُظلم أهلها، وللبلاد التي حاربنا حكّامها أو دخلوا في حلفٍ يحاربنا، وللبلاد التي منعنا حكّامها من دخولها ومن نشر الدعوة والرحمة فيها.

وقد وضعت ضوابط للقتال من عدم الاعتداء على غير المحاربين من النساء والرهبان والأولاد وغير المحاربين، وعدم جواز قطع الأشجار أو حرقها، وعدم جواز قتل الدوابّ دون حاجة إلى ذلك، وهذه الضوابط للقتال لم تكن لتسمّى غزوًا، وليس فيها ما في الغزو عادة من القتل والقتال واستباحة الأموال والأنفس والدماء والأعراض إلا وفق قواعد الحرب والقتال، وفيها من الحفاظ على البيئة والحيوان وحفظ الكرامة الإنسانية ما ليس في مواثيق الحرب الدولية اليوم، وقد كان تطبيقها مثاليا في الواقع فكانت لا تخترق البتّة.

وقد كان المسلمون يخدمون المناطق التي يفتحونها، فيبنون فيها، ويعلّمون أهلها، ويتعلّمون منها، وينظّمون حياتهم، ويمنعون المجرمين من الاعتداء عليهم، ويحفظون لهم أموالهم ودماءهم وأعراضهم وأماكن عبادتهم وجميع خصوصيّاتهم، وهذا لا يمكن أن تفعله أمّة غير الأمة الإسلامية؛ لانعدام القيم عند الأمم الأخرى، وفقدان الأخلاق والرقابة الذاتية والواقعية.

فإطلاق مصطلح (الفتح) الذي يحمل مدلولا حضاريا وخدميا، أدقّ وأصوب من إطلاق مصطلح (الغزو) الذي لا يحمل إلا جانبا عسكريا واعتداء محضا

والله أعلم


التعليقات