السفر إلى أوربّا لطلب الرزق

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. أنا موجود.في لبنان واقع في حيرة هل أذهب إلى الخليج أم إلى أوروبا. من أجل تأمين حياه أفضل لعائلتي، وهل الذهاب إلى أوروبا فيه شبهة؟ وجزاكم الله كل خير

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

طلب الرزق ممّا كلّف به الإنسان فيجب عليه ان يبحث عن الرزق حيث يستطيع، ولا يجب عليه السفر لطلب الرزق لكن هذا أفضل من الطلب من الناس وترك العمل

والسفر فرارا بالدين ورغبة في الحفاظ على دين النفس والأبناء هو الهجرة التي شرعت، وهي سنّة الأنبياء عليهم السلام، لكنّ الخروج من البلد لطلب الرزق فحسب ليس من السنة ولا مما يؤجر عليه الإنسان، بل قد ورد في الحديث أنّ ذلك مما ينال الإنسان في الدنيا نتيجته، ولا يكون له شيء في الآخرة جرّاء هذا الفعل، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ)، فمن كانت هجرته لأجل الدنيا فثوابه يلقاه في الدنيا وقد يجد سعة في الرزق، لكنّ هذا ليس هو الأمر الوحيد الذي يحرص عليه المسلم.

ومن المعلوم أن الحياة في أوربا قد تفقد الإنسان شيئا من خصوصيته وهويته، وقد تغيّر تفكيره تجاه أمته، وقد تفقده صلاح ذرّيّته، فقرار الذهاب إلى تلك البلاد يجب أن يكون مع الحرص الشديد على إخلاص النية والمبالغة في المحافظة على الدين والهوية للأبناء والزوجة، مع متابعة ذلك أكثر من متابعة طلب الرزق، والاهتمام به فوق الاهتمام بأسباب الحياة الدنيا.

فإذا تيسّر لك الأمران والخياران فابحث عن صلاح دينك وآخرتك واحرص على ما فيه بعد عن الإثم والمضرّة الأخروية.

والله أعلم


التعليقات