العمل في شركة أجنبية معاملاتها محرّمة

نص الاستشارة :

السلام عليكم أنا صحفي رياضي وأعمل مع شركة أجنبية تقوم بجمع نتائج مباريات كرة القدم بغرض بيعها إلى المواقع الرياضية المهتمة بالخدمة في مختلف دول العالم طوال السنوات الماضية مهمتي هي جمع نتائج المباريات ومواعيدها من أجل هذه الخدمة التي تباع في الغالب للبلدان العربية والإسلامية المحيطة بنا لكني مؤخرًا علمت أن هناك نية بدخول الشركة في مجال المراهنات على نتائج المباريات من خلال نشاط جديد سيستخدم البيانات التي أجمعها هل يجوز أن استمر في العمل مع الشركة إذا أقبلت على العمل بالمراهنات دون أن يكون لي دخل بهذا العمل، أم دخول مال المراهنات إلى مصادر دخل الشركة يجعل دخلي حرام أيضًا؟

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

أصل العمل في الشركات الأجنبية فيه شبهة لأنّ أموالها ربوية في العادة، ولا تستنكف عن تعامل محرّم مطلقا، بل تكاد تكون كل معاملاتها مبنيّة على أصول وأسس تعارض التعاملات المشروعة، ولكن لا يفتى بالحرمة لأنّ العامل يعمل فيما أبيح؛ ويتقاضى أجرة على عمل مشروع في ذاته؛ فلا يفتى بحرمة كسبه ولا يمنع من العمل رأسا.

والشركة إذا كانت خدمتها مما ينتفع به الناس ويحتاجونه في معاشهم فهذا أدعى لجواز العمل بها مع تحري ألا يضرّ العامل نفسه أو مسلمًا آخر؛ فإن غلب على ظنه الإضرار بالمسلمين بسبب عمله فلا يجوز له العمل، وكذا إن غلب على ظنه منفعة أعدائنا أكثر من منفعة أمتنا فينبغي له أن يخذّل عن الأمة ما استطاع وألا يسمح بالنيل من أمتنا، فهو بين خيارين في مثل هذه الحالة كلاهما خطأ في نظر الشرع: أن يخون أمانة الوظيفة أو أن يخون الأمة؛ فالأفضل له أن يتنحّى عن مثل هذه الوظيفة إن وصل الحال إلى هذه الصورة.

والعمل في شركة تدخل في الرهان المحرّم أو القمار الممنوع أو الربا كالبنوك مما لا يجوز شرعا، فيجب تجنبه بقدر الوسع، فابحث عن عمل آخر واعزم على ترك العمل في هذه الشركة عند التمكّن من ذلك ييسّر الله لك ويبارك

والله أعلم 


التعليقات