اتباع الجنازة دون الصلاة عليها

نص الاستشارة :

السلام عليكم ذهبت لتشيع جنازة وأنا في المقبرة وهم يتمون حفر القبر تأخرت قليلا عن الجماعة وهذا كي أترحم على قبر أبي الموجود في نفس المقبرة وتفقدت قبر أبي ثم عدت إلى الجنازة واستمعت الى ما قاله الإمام بعد دفن الشخص وبعد رجوعنا الى الحي قال لي أخي أن ما فعلته في المقبرة مكروه وأن ليس لدي الأجر في تشيع هذه الجنازة هل هذا صحيح وجزاكم الله خيرا

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فضل الله واسع وتنال أجرا إن شاء الله بدعائك للميت، والأولى أن تدرك الصلاة على الجنازة ثم تزور والدك – رحمه الله، فالحديث الوارد يدل أن القيراط من الأجر المرتب على الدفن لا يحصل إلا إذا تقدمه الصلاة على الميت:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنْ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ ) [أخرجه البخاري] .

قال الإمام النووي رحمه الله: "ومقتضى هذا أن القيراطين إنما يحصلان لمن كان معها في جميع الطريق حتى تدفن، فإن صلى مثلا وذهب إلى القبر وحده فحضر الدفن لم يحصل له إلا قيراط واحد".

وقال الإمام ابن حجر رحمه الله: " قال الزين بن المنيّر ما محصله: ... القيراط لا يحصل إلا لمن اتبع وصلى، أو اتبع وشيّع وحضر الدفن ، لا لمن اتبع مثلا وشيع ثم انصرف بغير صلاة ؛ وذلك لأن الاتباع إنما هو وسيلة لأحد مقصودين : إما الصلاة وإما الدفن ، فإذا تجردت الوسيلة عن المقصد لم يحصل المرتب على المقصود ، وإن كان يرجى أن يحصل لفاعلِ ذلك فضلٌ ما بحسب نيته " انتهى من "فتح الباري".


التعليقات