السعي لطلب الرزق

نص الاستشارة :

السلام عليكم كان هناك طلب للعمل في محل ولكن فيها مال مختلط حيث تبيع المواد الغذائية وتبيع الخمور والدخان وكان ممكن أن أباشر هذه المحرمات في العمل، فكان يوم الانتداب فذهبت ولكني لم آخذ معي الوثائق وقبلها صليت الاستخارة وذهبت لمكان الاختبار فلم أدخل وغادرت المكان، فهل أنا قصّرت في الأسباب؟ هل السعي للعمل يسبّبه الله لنا أو نحن من نبحث عن الأسباب؟ شكرا

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

السعي لطلب الرزق واجب على الإنسان وفق الأسباب المعتادة التي وضعها الله تعالى لذلك ووفق ما شرع الله تعالى.

وليس المقصود بالسعي أن يبذل الإنسان كلّ وقته وليله ونهاره في السعي، وليس المقصود أن يقبل بفعل الحرام تحت شعار السعي لطلب الرزق.

وبيع الخمور ونقلها وحملها والعمل في محلّ يبيعها من المحرمات شرعا كما نصّ عليه حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله: (لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها) فهذ دليل على حرمة العمل في مثل هذه المحلات، ومما ينبغي أن يعلم أنّ العمل فيه إعانة لصاحبها على الكسب الحرام، وأنّ العمل فيه مشاركة له في الإثمن فلا ينبغي أن يعمل المسلم بمثل هذه الأعمال .

أمّا السعي لطلب الرزق والأخذ بالأسباب فإنّه عملٌ يجب على العبد أن يقوم به لأنّ الله تعالى أمره بذلك فيفعله تعبّدا لله، وقناعةً أنّ الله تعالى طلب منه أن يسلك سبيل هذه الأسباب ليصل إلى مراده، فيتوكّل على الله في قضاء حاجاته بعد الأخذ بأسبابها المادّيّة والمعنوية من السعي والدعاء.

والله أعلم. 


التعليقات