راتبي حلال أم حرام؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيكم و جعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم أنا متزوج و لدي طفلة أعيش و أعمل في فرنسا من ضمن راتبي هنالك قسم تدفعه الشركة مقطوع شهري و أخرى حوافز إذا قمت بالسفر إلى مدينة بعيدة عني ساعتان للقيام بالعمل . كل شهر تطلب الشركة من الموظفين إرسال ورقة يضعون فيها الأيام التي عملوا بها و يحددون أماكن العمل ليتم بعد ذلك إرسال الراتب حسب المعلومات التي يرسلها العامل منذ ثلاث سنوات أقوم أحياناً بالعمل من منزلي أو من المكتب المجاور لمنزلي بدل أن أسافر إلى المنطقة البعيدة ساعتان. و أضع في الورقة التي أرسلها شهرياً إلى قسم الرواتب أيام انني عملت فيها من المنطقة البعيدة لإتمام العمل و أنا حقيقةً أقوم بالعمل من مكان آخر. علماً أنني أترك لمديري الخيار إذا لاحظ انني وضعت معلومات غير صحيحة في الورقة أن يرفض ورقتي ، لأنه يستطع أن يلاحظ إذا كانت صحيحة أو لا . لأن له الصلاحية بالإطلاع على ورقتي من قسم الرواتب. النظام في فرنسا والضرائب كثيرة و هي على غير وجه حق. فالشخص الذي لا يعمل يستطيع أن يحصل على مبلغ مثل راتبي و يعيش أفضل مني. و حقيقةً الراتب الذي تعطيني إياه الشركة مجحف في حقي , فأنا أعمل ليلاً و أعمل السبت والأحد و أيام العطل لإنجاز الاعمال). طلبت من مديري زيادة على الراتب و لكن جوبه طلبي بالرفض. فأنا في نظري أأخذ المزيد من خلال الأيام التي أقول أني عملت فيها من المنطقة البعيدة معتبراً أن عائلتي أحق من الدولة والشركة التي ممكن أن تستعمل المال في الحرام بما أنها تابعة للدولة و أن هذا حق لي , بما أن الشركة لا تعطيني حقي. علماً أني أقوم بالعمل المطلوب على أكمل وجه وزيادة .وكما قلت سلفاً أنا ابعث بالورقة ومديري يستطيع أن يرفض ، أن يطلع ، أن يقوم بإنذاري إذا أراد الاضطلاع على المعلومات . هل هذا المبلغ حرام ? و إذا كان حرام ما علي فعله للسنين التي مضت? بارك الله فيكم و شكراً سلفاً لجوابكم

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

المسلم لا يغشّ ولا يكذب، ومثل هذه المبررات التي يضعها الناس ليبرروا بها ارتكابهم لما لا يحلّ لهم أو أخذهم لمال لا يجوز أن يأخذوه من وساوس الشيطان التي ينبغي للإنسان أن يطردها وأن يخلّص نفسه من الشبهات

وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ("البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس") وفيه إشارة إلى أن ماشككت فيه فهو حرام ينبغي تجنبه، وهو إثم يجب التخلّص عنه وتركه.

وقال رسول الله ﷺ: إنَّ الحلال بيِّنٌ، وإنَّ الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومَن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإنَّ لكل ملكٍ حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب

فاحفظ قلبك عن الشبهات التي بين الحلال والحرام وأطب مطعمك تكن في راحة بال وهناءة عيش إن شاء الله

والله أعلم


التعليقات