ولاية المرأة بتزويج نفسها

نص الاستشارة :

انا امرأة بالاربعين من العمر مطلقة واريد الزواج عقدت الزواج على شخص وبعد شهر بسبب مشاكل عائلية واعتراض طليقي على ذلك تم الانفصال من قبل اخي علما اني لا اريد الانفصال ولا زوجي الجديد يريد ولكن بسبب هذه المشاكل انفصلنا .. ومن بعد هذا اليوم وانا على تواصل معاه ويريد الزواج بي .. السؤال هل يصح ان اعقد زواجي بنفسي معاه بوجود شاهدي عدل ومهر ...

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

نسأل الله أن ييسّر لك سبل الحلال، وأن يبعدك عن مواطن الشبهات التي تورث المرء الندامة في عاجل أمره وآجله.

وقد كرّم الإسلام المرأة في مسألة اشتراط الوليّ من وجوه كثيرة منها:

1- جعل شأن عرضها أجلّ من أن تتكلّم فيه مع رجل لم يصر زوجا لها بعد

2-جعل من شروط زواجها أن يكون الرجل قادرا على رعايتها والإنفاق عليها، فاشترط لصحّة الزواج المهر.

3- جعل ربطها الحديث عن الأمور الماديّة مع عرضها غير مستساغ

4- أوكل أمر الحديث عن عرضها وانتقالها لتكون في بيت آخر في يد أقرب الأولياء إليها وأحرص الناس عليها وهو الأب، أو الجدّ، أو الابن، أو الأخ، ليقوموا برعاية حقوقها، والبحث عن معدن الرجل الذي تقدّم لها؛ ومعرفة الرجال بالرجال أولى وأحرى، وإدراكهم لدسائس أحوالهم أكبر، كما أنّ معرفة النساء ببعضهنّ أتمّ من معرفة الرجال بهنّ، ولذا فقد استحبّ العلماء أن تخطب المرأة للرجل، وأن تراها له، وأن تصفها له في زمن الخطبة.

 

أما بخصوص سؤالك فإن كنت قد عقدت القران على ذلك الرجل، وكان أخوك قد فرّق بينكما بغير طلاق فلا يقع تفريقه، وليس له الحقّ في التفريق بين زوجين معقود عليهما.

وإن كان زوجك قد نطق الطلاق أو طلقك القاضي فهذا الرجل ليس زوجا لك، ولا يجوز لك أن تتكلّمي معه بعد الطلاق.

وإن أردت أن تتزوّجي به أو بغيره فلا بدّ من الوليّ، ويجب أن يكون أحد أقربائك من الذكور كالأب والعمّ والأخ والابن البالغ والجدّ فأمثال هؤلاء يجوز لهم أن يعقدوا لك.

ولا يصحّ العقد بلا وليّ على قول جماهير العلماء من المذاهب الأربعة؛ فلا تفعلي شيئا يقول عنه جماهير العلماء إنه ليس بعقد صحيح أصلا، والتزمي أن تكوني مع الرجل الذي تريدين العقد عليه على أكمل الأحوال الشرعية وأتمّها في الإباحة؛ لتكون الحياة الزوجية بعد ذلك أولى بالاستقرار والدوام. 

والله أعلم.  


التعليقات