هل يكفر من صلى الظهر وترك الجمعة؟

نص الاستشارة :

ما حكم التصرف الآتي : شخص كان لديه دراسة وقت صلاة الجمعة وخشي التأخر، فاكتفى بصلاة الظهر في المنزل. فهل يكفر بذلك؟ وهل يستوي وتارك الصلاة الذي يكفر عند قول العلماء بتركه صلاة واحدة؟ أم أن الظهر يجزئه مع الإثم؟ علما أنها المرة الوحيدة التي تخلفت فيها منذ المحافظة عليها في المسجد، وجزاكم الله خيرا.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

تقبل الله منك حرصك على صلاتك، وتقبل الله منك حرصك على طلب العلم، ولكن الصلاة أولوية فوق طلب العلم، ولا تعارضه، فإذا صلّيت ثمّ عدت لطلب العلم فقد يفتح الله عليك فوق ما ترجو.

والجمعة كما هو معلومٌ فرضٌ على أعيان المكلّفين بها ولا يجوز التخلّف عنها إلا لعذرٍ شرعيّ مقبول.

وهي شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، فالحفاظ عليها واجب، وإعلاء شأنها وتعظيمه من تقوى القلوب.

وإذا فاتت الجمعة أو سقطت لعذر شرعيّ وجب الظهر، وكل من لا تجب عليه الجمعة يجب عليه أن يصلّي الظهر.

وقد فوّتّ الجمعة فيجب عليك أداء الظهر، وتأثم بالتفويت إثما كبيرا، ويجب عليك أن تستغفر وتتوب إلى الله تعالى، ويجب أن تنوي عدم العودة إلى مثلها.

ولا يكفر المرء بترك الجمعة

أمّا حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ)، وفي رواية أخرى: (مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ)؛ فيقصد منه من ترك الصلاة تهاونًا باختيارِه مع عدم اعتقاده فرضيّتها، وفي الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح: (لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) إشارة إلى هذا المعنى فليس في الأحاديث تصريح بالكفر، بل هي معصية كبيرة واستهانة عظيمة.

فاحرص على عدم تكرر ذلك والتزم الجمعة مع جماعة المسلمين ففي ذلك استجابة لأمر الله تعالى بالسعي إليها: (فاسعوا إلى ذكر الله).

والله أعلم


التعليقات