إجابة إشكالات متعلقة بطلب العلم

نص الاستشارة :

السلام عليكم، جزاكم الله اريد بعض المساعدة فأنا حائرة في اختيار التوجه هل العلم الشرعي أو الدنيوي: 1- بالنسبة للوعيد الذي توعده الله للعلماء فيما يخص طلب العلم لغير وجه الله و كتم العلم كما في الحديث ( من سؤل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) هل هاذا يشمل العلم الشرعي و الدنيوي معا؟ 2- ما معنى أن نشتري بآيات الله ثمنا قليلا؟ 3- و في قول ( ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أوتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار) هل يعني أني إذا طلبت العلم الشرعي فيجب علي أن أحدث دائما الناس بهاذا العلم و أعلمهم أي شيء تعلمته و يجب علي هذا و أنا أدرس في الجامعة يعني متزامن مع الدراسة يجب التبليغ؟ 4-قال صلى الله عليه و سلم :(يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون يا فلان ما لك؟ ألم تك تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمر بالمعروف و لا آتيه و أنهى عن المنكر و آتيه) هل هاذا يشمل فقط طلبة العلم الشرعي؟ 5-( الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن..) فالكثير من الاحاديث تشعرني بالخوف لأتراجع عن اختيار العلم الشرعي

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

نشكر لك حرصك على طلب العلم

وحرصك على السؤال والاستفهام عما يشكل عليك

ونشكر لك تدبّرك للنصوص ومحاولتك الفهم ونسأل الله أن يثيبك خيرا

أما ما سألت عنه فهذه أجوبته 

1- نعم يشمل العلم الدنيوي والشرعيّ، وعلوم الدنيا كلها دينية أيضًا

2- معنى الآية أن تبيع الآخرة بالدنيا، فتتنازل عن دينك ومبادئك من أجل لذة دنيوية فانية وسعادة زائلة.

3- يجب التبيلغ بعد التمكّن، ولا يجوز قبله، والتمكّن حدّه أن تتخرّج في دراستك وأن تتعلّم بعض العلوم المهنية التي تساعدك عمليا في مجال تخصصك الذي درسته

4- لا، هذا الحديث يشمل جميع العلوم وأولاها علوم الشريعة؛ لكنّ جميع العلوم واجب على المكلف أن يعمل بما يتعلّمه منها.

5- لا تكن فاسقا لا تأتيك الزبانية أسرع.

والخلاصة أنّ الإنسان مبتلى في هذه الدار، وواجبه العمل بعد العلم، فمن لم يتعلّم هو آثم لأنه لم يتعلّم وآثم لأنّه لم يعمل؛ فهذا التقصير بالعلم يحاسب به، ومن تعلّم ولم يعمل فهو آثمٌ لأنّه قصّر في طلب العلم ولأنّه ترك العمل.

فلا تظنّن أنّك بترك العلم تسلم، بل تأثم إثمين على كل حال، فاجتهد أن تتعلّم وتعمل لتنجو وتسلم إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.


التعليقات