الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

من أهم علاجات الهموم البحث عن أسبابها والابتعاد عن تلك الأسباب، وقد دلّنا الله تعالى على سبب أساس من أسباب الهموم والشقاء في هذه الدنيا فقال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)، فالإعراض عن ذكر الله تعالى وعبادته من أهمّ أسباب الضنك في المعيشة والهمّ والحزن والقلق فيها.

ومن أسباب الهموم الاغترار بالحياة الدنيا وتغليب المصالح التي فيها على الآخرة، فمن تذكّر الآخرة هانت عليه الدنيا وعلم أن كل مصائبه فيها ستزول، وأن ما يلاقيه في هذه الدنيا سيعوّضه الله تعالى خيرا منه في الآخرة، فلا يضيق صدره بما يحدث له من الإشكالات والعقبات والابتلاءات في هذه الدنيا، بل يستشعر نعمة الله عليه وفضله في هذه الابتلاءات فيدرك أنها رفع درجات ومراتب في الآخرة.

ومن أسباب الهموم في هذه الدنيا عدم تقدير الدور الذي يقوم به الإنسان وربطه بالدنيا وحدها، فالعمل -أي عمل- إن ارتبط بالثواب في الآخرة هان في عين الإنسان واستلذّ صعوباته ووجد حلاوته وإن كان في أصله متعبا، وكذلك كل عمل، فما من عامل إلا ويحسب أنّ عمله أصعب عمل في الدنيا حتى إذا اطّلع على أعمال غيره هان عليه ما يلاقيه من صعوبات في عمله.

والله أعلم وأحكم