كثرة الدعاء على الناس

نص الاستشارة :

لي أخت اعتادت أن تدعو على الإنسان فتقول الله يأخد منك الحق كلما فعل شيئا في حقها ولو بسيطا جدا، وفي الحقيقة أن المرء ليس مثاليا فهو يخطئ؛ ولكنّ هذا الترهيب باسم الله عز وجلّ يشكّل لي مشكلا كبيرا في حياتي حتى أنني لم أعد أطيق العيش معها لانها تفعل مثل هذه الأمور فإن لمستها حثى بالخطأ أو سببتها على خطأ فإنّها تدعو عليك، فما حكم هذا التصرف؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

الدعاء سلاح عظيم في يد الإنسان، والمستهتر بالسلاح الذي لا يعرف تأثيره لا ينبغي أن يستعمله، والواجب على الإنسان أن يتحرّز عند الدعاء؛ فربّ دعوة تخرج من الإنسان في غفلة عن أثرها ونتيجتها تصيب غيره في مقتل، وتجعله واقعا في إثم من تسبب له في الأذى بدعائه عليه.

فلا يجوز لأحد أن يدعو بالسوء على أحد

وقد صحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" أي: لا تدعوا على أنفسكم أو أهليكم دعاء بالسوء؛ فإنّ دعاءكم قد يوافق ساعة إجابة فيستجيب الله دعاءكم، وذلك الدعاء على النفس والأقارب بسبب جهل الإنسان وتعدّيه في الدعاء، وهو مذموم آثم به، ومن فضل الله تعالى على الإنسان أنه يستجيب دعاءه بالخير ولا يستجيب دعاءه بالشرّ؛ قال سبحانه: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، وقال تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)، وإذا كان إصرار الإنسان على دعائه بما يظنه خيرا فيظهر أنه شرّ مذموم، وهو ما قصد إلا استعجال الخير، فكيف بمن يدعو بالشرّ أصلا، لا شكّ أنّه في غاية الذمّ.

وننصح لها أن تترك الدعاء إلا بالخير، وأن تتقي الله في نفسها وفيمن حولها

والله الموفق للصواب والهادي إلى أحسن الأعمال والأقوال


التعليقات