الشراكة في عقار مشترى بالربا

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا طبيب أعمل في فرنسا منذ فترة، دخلت شريكا في مركز طبي، المركز موجود في مبنى، الشركاء قد اشتروا المبنى، منهم طبيبين خرجوا على التقاعد وباعوا حصتيهما لي ولطبيب اخر، وطلبوا منا دفع مبلغ مقابل حصتيهما، وتم ذلك، وبعد فترة اكتشفنا أن شركاءنا قد أخذوا قرضا من البنك لشراء المبنى، والقرض لمدة عشر سنوات على أن يتم سداده مباشرة من أرباح المركز الطبي، فعندها عرفنا أن ما دفعناه هو ما قاموا بتسديده من القرض، والآن علينا متابعه التسديد، ونحن الآن أمام الأمر المفروض علينا، ومسالة الخروج من المركز الآن بعد مرور سنه من بدء العمل فيها شيء من التعقيد والصعوبة، فما حكم ذلك؟ وما الواجب علينا فعله؟ هل نخرج من شراكة المبنى ونستمر ونسدد مع بقية الشركاء؟ (وبذلك نخسر ما ندفعه من عملنا لمدة عشر سنوات دون ان يكون لنا حصص في المبنى بعد اكمال تسديد القرض وفي ذلك خسارة لنا ام نبقى معهم في شراكة المبنى ونسدد باقي القرض بطبيعة الحال ويكون لنا بعد تسديد القرض خصصنا في المبنى) هل نأثم في أمر هذا القرض الذي لم نعلم به الا بعد فوات الأوان وتوقيعنا على العقود أم أننا لا نؤاخذ بالإثم لعدم علمنا بحقيقة الأمر من البداية أفيدونا بما فتح الله عليكم جزاكم الله خيرا

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

التخلص من الربا واجب

وإذا وقع الإنسان في عقد ربوي دون علمه فلا يأثم بأصل الوقوع؛ ويأثم بالاستمرار إن كان يمكنه الخروج منه

فيجب التخلص من الربا بدفع كل ما يجب عليكم دفعة واحدة لتتخلصوا من الأقساط الربوية ويخلص المبنى لكم، وإن لم يكن ذلك ممكنا فببيع حصصكم بحيث لا تدفعوا الربا

وقد أمر الله تعالى بذلك صريحا فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)! وحذّر سبحانه من لم يفعل ذلك بقوله: (فإن لم تفعلوا فائذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون)،  وهذا هو المنهج الرباني في التعامل مع هذه الآفة التي حذّر الله تعالى بحرب فاعلها.

فأوصيكم بتقوى الله تعالى ولا تجعلوا رغبتكم في الربح المادي طاغية فوق طاعتكم لله تعالى، ولا تقدّموا مصالحكم الشخصية المادية على مصلحتكم الأخروية الحقيقية الباقية، واعلموا أن من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه، فاتركوا ما أنتم فيه لله تعالى بنيّة مخلصة يعوضكم الله خيرا، واجعلوا همكم نصرة أمتكم ورفعة شأنها واهتمامكم بدينكم فذلك هو الربح الحقيقيّ للإنسان، وهو الباقي المدّخر لكم إلى آخرتكم، فلا تحصروا ربحكم فيما يكسبكم مالا فحسب.

وفقكم الله وأعانكم

والله أعلم


التعليقات