سَمُّ الحيوانات التي تخرب الزرع

نص الاستشارة :

السلام عليكم قريتنا مليئة بالأراضي الزراعية والحمد لله، ويقوم أهالي القرية بزراعة العديد من الخضروات و الأشجار، تشكل الزراعة مصدر دخل للعديد من أهالي القرية، هناك أناس من أهل القرية يعملون في رعي الأغنام والأبقار وهي مصدر دخلهم الأساسي وتخرج هذه الحيوانات للرعي في الأراضي كل يوم لكن للأسف أصحاب هذه المواشي يدخلون أراضِ ليست ملكهم وتقوم أغنامهم أو أبقارهم بتخريب المحاصيل وأكلها، قام العديد من أهالي القرية بالتحدث مع أصحاب هذه المواشي لكنهم ينكرون و يوعدون بعدم الإعتداء ثم يعودون ويقومون بالتخريب، سؤالي هل يجوز وضع السم في أرضنا وقتل هذه الحيوانات مع العلم أنه تم تهديد أصحابها مراتِ عديدة بالسم لكنه لا يأبهون، فهل يجوز وضع السم بدون التنويه لوجوده بالأرض ؟ وشكرا

الاجابة

وعليكم السلام

لا يجوز قصد إتلاف مال مسلم

ومن اعتدى على الأرض أو الزرع الذي فيها فهو آثم

وقد جعل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على أهل الزروع حماية زروعهم نهارا وعلى أهل المواشي منع مواشيهم من الزرع ليلا

فقد ورد أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط (بستانا مزروعا) رجل فأفسدته عليهم، فقضى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ على أهل الحوائط (البساتين) حفظها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظها بالليل.

وقال ابن عبد البر: "وخبر البراء بن عازب هذا في طرح الضمان عن أهل المواشي فيما أتلفت ماشيتهم من زروع الناس نهارًا، إنّما معناه عند أهل العلم: إذا أُطلقت للرعي ولم يكن معها صاحبها، وأمّا إذا كانت ترعى ومعها صاحبها فلم يمنعها من زرع غيره وقد أمكنه ذلك حتى أتلفته، فعليه الضمان؛ لأنّه لا مشقة عليه في منعها" التمهيد (11/88).

ومن المعلوم أنّ دفع الصائل المعتدي يجب أن يكون بأقل ضرر يصيبه؛ فإن اندفع بالأقل لم يجز أن يرتكب في حقه الأكثر، وواضح أنّ صاحب الأرض لم يسوّرها، ولم يحفظها نهارا، ولم يقم عليها من يحرسها، فلا يجوز له أن يقتل حيوانا لغيره بحجة أنه اقترب من أرضه.

والله أعلم


التعليقات