هل الدفاع عن بناتي من ظلم أمي عقوق لها؟

نص الاستشارة :

أنا أرملة عندي ابنتان (تسع سنوت وعشر سنوات) وأعيش في منزل والديّ. أعمل معلمة ووالدي يرفض أن أسكن وحدي؛ لأن مجتمعاتنا لا يرحم الأرملة، وهو يحب أن يعتني بنا. المشكلة في أمي حفظها الله. دائما تعنّف ابنتي الصغيرة وتنتقدها وتوبخها وتسمعها أبشع الكلمات وقد تضربها فقط لأنها لم ترتب سريرها. اللعب ممنوع، الضحك ممنوع، الفرح ممنوع، الكلام ممنوع.. كل شيء ممكن ان يفعله اي طفل طبيعي ممنوع المشكلة بأن ابنتي تأثرت شخصيتها جدا. اصبحت عنيفة جدا وعصبية وتكونت عندها قناعة باننا لانحبها و بأنها مكروهة من الجميع. دائما أحاول الحديث معها وتهدئتها وإخبارها بأنه لابد من احترام كبار السن فتكوّنت عندها قناعة بأنّي لست سنداً لها. وإذا حاولت الحديث مع أمي أو حاول أبي إخبارها بأن تخفف قليلاً من حدّتها، دعت على نفسها ودعت علينا بأن يخلصها ربي منّا جميعًا.. انا على يقين بأن الوضع لو استمر كذلك سوف اخسر ابنتي.. ولو دافعت عن ابنتي اخسر أمي.. سؤالي هو هل لو دافعت عن ابنتي اكون عاقة لأمي؟؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

تعلمين أنّ الله فرض برّ الوالدين وطاعتهما، وجعل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم برّ الأمة وحسن صحبتها مقدّما على حسن صحبة الأب

فيلزمك أن تراعي أمك شرعا، وقد أمر الله تعالى بطاعة الوالدين وبرّهما وإن هما جاهدا الإنسان على الشرك؛ فكيف وهي لا تجاهدك على أن تشركي بالله ما ليس لك به علم! بل هي تنصح لابنتك بما تعتقد أنّ فيه مصلحتها. 

فلا يجوز أن تعصي أمك على كل حال أو أن تسيئي إليها

فاجتهدي أن يكون دفاعك عن ابنتك بطرق لا تغضب أمك، واحرصي أن ترضيها ففي رضاها وبرها تنتفع ابنتك وتتعلم منك فتعاملك حين تكبرين كما تعاملين أمك اليوم.

وأما البنت فيمكن أن تطلبي منها التخفيف من الضحك واللعب في وجود والدتك وأن تبعديها عنها

ولا بأس أن تدافعي عن ابنتك بالمعروف، وأن توضحي لوالدتك المواقف التي تنكر فيها على ابنتك، ولا ينبغي أن تسكتي على الظلم، لكن بالحسنى والكلام اللين.

والله أعلم


التعليقات