والديّ يسيئان معاملتي! فكيف أتعامل معهما؟

نص الاستشارة :

 أبلغ من العمر ٢٦ عاماً، أبي جاف عاطفياً منذ صغري، أمي سريعة الغضب وتصب غضبها علي، حياتي متوقفة منذ أن تخرجت بسبب أنهما يقومان بتسفيه جميع ما أفعل.. وبسبب ما يحدث داخل المنزل منذ صغري تم تشخيصي مؤخراً بعدة أمراض نفسية.. لم أكمل العلاج لإنهما قاما بالتسفيه من الأمراض وقالا بأنني فقط حساسة وشديدة التأثر.. هل علي إثم إن ذهبت للسكن مع جدتي تجنباً للأذى؟ بعد استئذان أبي

الاجابة

عدم تعامل الوالدين مع الأولاد بشكل جيد من وجهة نظر الأبناء كثير، وذلك لأن الوالدين كثيرا ما يتصرّفان بمقتضى التجربة الشخصية والخبرة الخاصة لا وفق مقتضى العلم والدراسات التربوية، كما أنّ الأولاد كثيرًا ما يطلبون ما يضرّهم من التصرفات والمواقف، ويريدون من الوالدين موافقة مطلقة حتى تعجبهم مواقف الوالدين، وهذا ما لا يمكن لأبوين عاقلين أن يقوما به.

ولذلك فالواجب ألا يتسرع الإنسان في اتهام والديه أنهما يسيئان معاملته.

أما عن سؤالك فإنّ الله تعالى يدلّك على منهج التعامل مع الوالدين الذين يسيئان التعامل مع الأولاد بقوله: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فالواجب أن تصاحبيهما في الدنيا معروفا، وأن  تحسني إليهما وإن أساءا إليك، فكيف وهما غير مسيئين حقيقة إلا من وجهة نظرك من ناحية نفسية

ونحن نؤكد على أهمية الجانب النفسي في حياة الإنسان وأن الواجب على الوالدين ان يتقربا من اولادهما نفسيا وعاطفيا وأن يراعيا حاجاتهما النفسية والعاطفية وإن كبروا في السنّ؛ فتبقى الحاجة إلى ذلك شديدة عندهم.

وواجبك أن تشاوريهم وتتقربي إليهم وتعلميهم باحتياجك إلى العاطفة والكلام الطيب والرفق والرحمة

وأما ذهابك إلى بيت جدتك فإن كان برضاهما فلا بأس به، ويمكن أن تقترحي أن تذهبي لتعينيها في أعمال المنزل، فلعلّ ذلك يشعرهما بالتقصير تجاهك.

والله أعلم  


التعليقات