اقتباس دعاء في حياتنا اليومية

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كثير من الأفراد يقتبسون كلمات وجمل من ديننا الحنيف في كلامهم، وقد حدث أن أحدهم دعى لي فقال "أدعو الله أن يبعثك مقاما محمودا" مازحا، فتبسمت أنا بدوري ولكن عاتبته على ذلك معتبرا إياه شبهة وأنا أحاول تجنب شبه الكلام في الدين والتي قد تهوي بالإنسان في النار، ومن المعلوم أن هذا الدعاء يخص النبي عليه الصلاة والسلام. فما حكم ما قاله هذا الشخص لي؟ هل يصل حد الاستهزاء والخروج من الملة؟ فأخاف أن أكون شريكا له عند تبسمي من العبارة رغم بغضي لذلك. أفيدوني رحمكم الله.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا يعتبر اقتباس هذا الدعاء استهزاءً بالدين ما لم يقصد صاحبه ذلك، ولا حرج في الدعاء به، لأنه استخدمه بصيغة التنكير: (مقاماً محموداً) ولم يستخدم (الـ) العهدية. فإن قال في دعائه بصيغة (التعريف): (المقام المحمود) ففي هذا إساءة أدب واعتداء في الدعاء، ولا ينبغي الدعاء بذلك لأنه هذا المقام من خصائصه صلى الله عليه وسلم. والمقصود بالمقام المحمود هو المقام الذي يقومه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم.

أما استخدامها في القرآن الكريم {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[الإسراء:79] بصيغة التنكير، فالمراد بالتنكير هنا التعظيم، فقد قال الرازي في تفسيره: التنكير في قوله: مقاما محمودا يدل على أنه يحصل للنبي عليه السلام في ذلك المقام حمد بالغ عظيم كامل.


التعليقات