نص الاستشارة :
السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه أما بعد
أولا فأسأل الله تعالى ان يكون في عونكم ويوفقكم لكل خير ويحفظكم ويبارك فيكم وينصركم على من طغى عليكم
ثانيا أردت السؤال عن حكم المال الصادرة من منحة دراسية تحتوي على شرط ربوي أي تشترط أن لا يغيب الطالب عن الدروس وإلا فعليه إعادة المنحة مع زيادة ربوية. فإن كان حراما فهل يجب على الطالب فسخ العقد أم إتمام المدة المعهودة عليه ثم لا يعيد إبرام هذا العقد مرة أخرى؟ وهل يجوز هذا عند الحاجة الملحة كأن لا يكون المدخول إلا من هذه المنحة؟ وإن كان كذلك فهل المال يصبح حراما ولا يجوز أكله ويجب التخلص منها وكيف ذلك ؟ أفيدونا أفادكم الله تعالى وجزاكم خيرا
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله
نسأل الله أن يستجيب دعاءك على الظالمين الطغاة وأن يخلّص البشرية منهم وأن يكتب للمسلمين عزًّا يعزّون به أهل الأرض ويرحمونهم
أما عن سؤالك فجوابه:
أنّ القرض مع انتفاع المقترض به أو مع الزيادة في قدر المطالب به على القدر المدفوع؛ يكون ربويًّا.
وهنه الزيادة تُستحقّ بحسب نسبة التضخّم فلا تكون زيادة حقيقيةً؛ بل هي نوعٌ من العدل؛ حتى لا يضيع حقّ المعطي كما يقولون، ولو جعلوها بالذهب ما احتاجوا إلى هذا التحايل.
وهذا النوع من (القروض) ظاهرُه ربا، وفيه شبهة كبيرة في أصل العقد، لكن تساهل فيه بعض الفقهاء لمن لا يجد مالا ليتعلّم إلا بهذه الطريقة! كالمقعد والمريض وفاقد الأهل والمنفقين.
وعموما فإنّ القرض المشتمل على ربا لا يجوز أخذه.
أما بخصوص الصورة التي ذكرتها فإنّ الظاهر أنّ هذه منحةٌ وليست قرضًا، والمنحة هبة، والهبة وإن وجد فيها شرط من هذا النوع فقد عدّه أكثر المعاصرين من الشروط الجزائية التي لا تفسد العقد ولا تحرّم المال الناتج عنه، ولذلك فلا تكون المنحة حراما في ذاتها.
أما الشرط الذي وضعه المانح فيجب شرعا الالتزام به ما لم يتضمن في ذاته حراما؛ فحضور نشاطات المنحة ومحاضراتها واجب على من أخذ المنحة؛ لأنّ المانح أعطاها بشرط الحضور وعدم الغياب عن الدروس.
ويجوز قبول المنحة ولا يجب التخلص من المال المأخوذ بواسطتها.
والله أعلم
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول