قطع علاقة محرمة

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أنا شابة في العشرينيات من عمري، كنت في علاقة محرمة مع شاب لمدة سنتين، و كان يعدني بالزواج، و انتظرت طيلة سنتين و لم يتقدم لي لأنه لم يشتغل بعد، و لمدة سنتين لم يتحسن شيء من ناحية عمله و لا زال لا يمتلك أي دخل ، ولكنه كان يحبني كثيرا و كان صادقا في مشاعره . خلال الأيام الأخيرة، تقربت من الله تعالى و تبت إليه، فأصبحت أنفر من تلك العلاقة و ذلك الشخص،و كل ما يطلبه مني من حرام، و نظرا إلى أنه لا زال سيتأخر عن خطبتي ،فقررت أن أنهي هذه العلاقة و أتوب إلى الله لكي يبارك لي الله في الحلال، لكن هذا الشاب اتهمني بالكذب عليه و الخيانة و خداعه و إخلاف وعد الزواج و استغلاله لمدة سنتين( على العلم أنني لم آخذ ولو درهما من ماله) ، و نعتني بجميع الأسماء القبيحة ، و صار يدعو علي، و حزن كثيرا. أسئلتي هي: 1.هل يستجيب الله تعالى لدعائه علي؟ على العلم أن ذلك الشاب متدين و يعمل الخير كثيرا. 2. هل ظلمت ذلك الشاب بقطعي لعلاقتي كاملة به؟ هل أعتبر ظالمة؟ فأنا أخاف أن أظلم الناس ، و أستغفر ربي طيلة يومي و أطلب منه العفو. 3.هل نفوري من ذلك الشاب قد يكون علامة من عند الله تعالى؟ أم أنها وساوس الشيطان؟ 4. هل سينتقم مني الله ببعثه لي من أتعلق به فيتركني بسبب ما فعلته؟

الاجابة

أولا نحمد الله تعالى أن تاب عليك من الحرام، ونسأله سبحانه أن يجعلك ممن أخلص التوبة له سبحانه وأن يتقبلها منك، وما فعلته هو الواجب على العاقل الذي يريد أن يحفظ عرضه وسيرته، والواجب على المؤمن الذي يريد ان يحفظ آخرته، وهو الواجب على من يريد تأسيس أسرة حقيقية قائمة على مرضاة الله تعالى، وهو الواجب على كل من يريد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة، ونسأل الله أن ييسّر لك سبل الزواج الحلال وأن يرزقك زوجا صالحا وذرية طيبة... إنّه سميع الدعاء.

واعلمي أنّ من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه، فلا يكن في صدرك حرج، ولا يكن في قلبك حزن على ما فاتك، فما سيأتيك خير بيقين وعاقبة المعروف معروف وثواب عند الله تعالى وبين الناس إن شاء الله.

 

أمّا عن الأسئلة التي سألتها فجوابها كما يلي:

1- لا يستجيب الله لدعاء من ظلم نفسه فعلّقها بما لا يحل لها، وارتكب الفواحش والإثم، وما زال يريد أن يستمرّ على ما هو عليه من الإثم، ولا أثر لتدينه وفعله الخير، فما فعله من الإثم مع عدم التوبة عنه أشدّ بألف مرّة من الخير الذي يفعله، نسأل الله أن يهديه وأن يصلح حاله وأن ييسر له سبل الحلال.

2- لم تظلميه بقطع العلاقة، بل ظلمت نفسك في المدة الماضية باستمرارها، غفر الله لك بصادق توبتك.

3- نفورك منه هو الواجب، فهو باب المعصية وسبيلها، وهو شريك الإثم، فنفورك منه هو نفور من المعصية والمنكر.

4- الله عزّ وجلّ أرحم بعباده من أن ينتقم ممن تاب واناب، فكوني على ثقة به سبحانه أنه لن يكتب لك إلا الخير، وأنّه سيعوّضك خيرًا، ولن يأتيك إلا من يكتب الله بينك وبينه من المودّة والرحمة إن شاء اللهن فثقي به وتوكلي عليه.

والله أعلم

 


التعليقات